الرِّيحُ تهذي
كُثُرٌ مُحِبُّوها
فَمَن ستكونُ أنتَ
سِوى بقايا
مِن رَمادِ سَجائرِ الماضِينَ فوقَ الرَّمْلِ
بعدَ تَغلغُلِ التِّبْغِ الْمُعتَّقِ مُنذُ جِيلٍ في أظافرِ صِبيَةٍ مُتوَحِّشِينَ
تَمَرّدوا مِن قَبلِ أنْ ..
تَطَأَ الحوافرُ في دِماءِ الصَّمْتِ
أو تَتَراقصَ الرِّيحُ التي غَسَلتْ يَديهَا بالحقولِ
وَسَرَّحَتْ شَعرَ الدُّموعِ
على خُدودِ العَانِساتِ
وَمَا دَرَتْ أنَّ الزُّهورَ
وإنْ تَنوَّعَ عِطرُها وتمايلَتْ غَنَجاً
فإنَّ لكلّ ورقةِ زهرةٍ لوناً وإحساساً
يُباينُ ما تدجَّنَ مِن قَناني العِطرِ
عِندَ ضِفَافِ مِرآةِ التَّجَمُّلِ في الصَّباحِ،
وأنَّني صَبٌّ
وَمَنْ هُم كالرِّمالِ على سَواحلِها الْمُنمَّقةِ
التي لم تدرِ ما قد ضَمَّتِ الصَدَفاتُ
رملٌ ليس إلاّ ..
لا يَعونَ الوجدَ
إنْ هُم هَمْهَموا ليُجَامِلوا سُكْرَ النَّبيذِ
فيهتفونَ بأنَّهُ سُكْرٌ ..
وأنتَ تَرى بأنَّ السُكرَ أهونُ ما يعيشُ مُحشرَجُ الأنفاسِ
إنْ برقَتْ عُيونُ الياسمينِ
وغَرَّدتْ صِورٌ وألوانٌ على وَجَناتِها .. ويلاهُ !
ما أقساهُ عِشْقُ الحالِمينَ
إذا تمرّدَ بائسٌ ليُحِبَّ سَيّدةً
تنامُ على جَناحِ الأُفقِ
مَوتٌ فيهِ خيرٌ مِن صَلاةٍ
عندَ مِحرابٍ تَبتَّلَ عندَهُ الْمُتزلِّفونَ إلى الجنانِ
بركعةٍ بَلهاءَ
أحسَبُ أنَّهُ السُّمُّ الزعافُ
وإنْ يَكُنْ
فالكُفرُ أرحَمُ مِن دُعاءِ الْمُدَّعينَ بَراءةَ الأشجارِ
حينَ يُطالبونَ النَّارَ ألاَّ تَرعَويْ
كَيمَا تُقبِّلَ
- للتَّبَرُّكِ -
بعضَ أغصانِ الغِوَايةِ ..
ثُمَّ يَهتفُ هَاتفٌ بَدَوِيَّةٌ عَينَاهُ:
فَلْيَتَباركَ اسمُ اللهِ
هذا بَعْضُ مَا صَنَعا !