جائزة النور السادسة للابداع / قصيدة النثر - الفائز الاول
جائزة النور للابداع دورة الشاعر يحيى السماوي
2014
(شَهْرَزَادُ التُّراب )
أَنَا آدَم ُ الفُسْفُوْرِيُّ
جِئْتُ قَبْلَ المَاءِ إلى اليَابِسَة ْ
وهَذِه ِ الأرْضُ شَهْرَزَادُ الحِكَايَةْ
اقْرَأْ تُلْمُوْدَكَ و فَكِّرْ ، هَذِهِ الصَّحْرَاءُ جَدَّتِي
هَكَذَا يُحَرِّضُنِي الرَّمْلُ المُحَاصَرُ بَيْنَ الحَرِيْقِ و الرَّحِيقْ
بَيْنِي وبَيْنَكَ ظِلالٌ تَبْحَثُ عَنْ ظِلِّهَا
أَفْتَتِح ُ الوَقْتَ هَائِمَاً ، كَي أُفَتِّشَ عَنْ رُفَات ِ البِدَايَة ْ
أُعَرِّج ُ عَلَى مَاءٍ يَغْتَسِلُ فِي المَطَرْ
و الأصْوَاتُ عَارِيَة ٌ يَطْعَنُهَا الضَّجَرْ
و أسَاطِيْلُ أبْرَهَة َ تَغْتَصِبُ الأجْوَاءَ
مَجْرُوْحٌ يَا بَحْرُ مِنْ رَجْفَةِ يُوْنُسَ وَظُلْمَتِه ْ
و الْمِلْحُ أسْوَدُ مِنْ فِكْرَة ِالحِدَاد ْ!
يَا شَاطِئَ الطَّيْشِ اعْطِنِي زِيْنَةَ البِلاد ْ
لِأَصْعَدَ غَيْثَاً مِنْ صَخْرَةِ الأقْصَى
و حَتَّى أُحَرِّرَ فُصُوْلَ الدَّم ِ المُؤَجَّلَة ْ
فَاخْشَ مِن النَّدَى عَلَى أجْنِحَة ِ العَصَافِيرْ
يَا زَوْرَقَ الأشْوَاق ِلِمَاذا يَنْمُو نَوْمِي عَلَى أَنَامِلِ الرِّيح ْ؟
كأَنَّنَا نُشْبِه َأسْرَارَ النَّمْلِ لا نَحْزَنُ ولا نَفْرَحُ حِيْنَاً
هَكَذَا هِي حِكْمَة ُ الصُّوْفِيِّ الصَّافِيَة ْ
و سِيِّدِة ُ الأنْسَابِ خَنْسَائِي ،
تَجِئُ كَآِلهِة ٍ مِنْ فَوْقِ أكْتَافِ الحَيَاة ْ
تُرَقِّصُ الصَّبْرَ عَلَى أَضْلاع ِالسِّنِيْنَ و تَخْتَفِي
عَلِّمِيْنِي مجْدَكِ الطَّاعِن َ فِي المَدَى
أنَا المَخْلُوْعُ مِنْ عَرْشِ الأحْزَان ِ
فِلِمَاذَا الهَوَاءُ يَتَعَثَّرُ فِي خُطَايَ ؟!
ومَنْ يَدُلُّ البُحَيْرَةَ علَى جِنَازَةِ البَحْرِ المَيِّت ْ
إلَّا مِرْآتِي فِي غُبَار ِ المَوَاوِيلْ ؟!
أيَّتُهَا المِرْآة ُ مِنْ أيْنَ لَكِ كُلُّ هَذِه ِ الوُجُوه ْ؟
فِلِمَاذَا تَنْكَسِرِيْنَ فَوْقَ رُمُوْشِ المَلائِكِةْ ؟!
لِأنِّي أُرِيْدُكِ بَرَيْدَا ً لِحِنَّاء ِالطِّين ْ
ولا أُرِيْدُكِ جِنَازَة ً للنَّاطرِيِن َصَبْرَهُم
يَا أيُّهَا الكَوْكَبُ المُضَمَّخُ بِصَمْتِ الأبَالِسَة
حُنْجَرَتِي فِي حِلِّ مِنَ الزَّئِير ِ إلَيْك ْ
وتَذَكَّرْ بِأَنَّ هَذَا الظُّلْمَ ابنُ الأكَاسِرَةِ
ومَلْحَمَةَ الشِّعْرِ ابْنَة ُ الحُرْبِ الهَادِرَةْ
رَسَمْتُ نَعْشَ الجِّهَاتِ بِكُحْلِ الهُرُوب ِ
وذاكِرَتِي فِي ذِمَّةِ الآبَادِ تَصْعَدُ مِنْ لَحْنِ الجُيُوبْ
هَذِهِ نَاطِحَات ُ (عِبْرَائِيلَ ) كَأَشْجَارِ يَأسٍ
أضْلاعُهَا تَرَبَّتْ عَلَى جَدَاوِلِ غُرْبَتِنَا
يا ذِا القَرْنَيْنِ ، بأيِّ ظُلْم ٍ سَتَحْمِيْهَا ؟
فالنَّبْع ُ دَمْعُه ُ ولَّى
نَحْنُ الَّذِيْنَ أعْطَيْنَا العَوَاصِفَ غُبَارَهَا
فَشَيِّد ْ حُصُوْنَك َ فَوْقَ تُنُّوْرِنَا النَّبَوي
ولَكِنَّ مَنْ يُشْفِيْكَ مِنْ كَابُوْسِكَ الجَاهِلِي ؟
وتَذَكَّرْ بِأنَّ ثُقْبَ الأوْزُونَ يُعَانِي مِنْ أنْفَاسِكْ
يَا (حَاخَامَاتِ ) دُوَيْلَةِ الزَّقُّوم ِ،
أسْطُوْرَتُكُم ْرَمْلٌ فِي جَفْنِ المُؤَرِّخ
وهَذِه ِ القُبُوْرُ هِي حَنِيْنُ السَّمَاءِ
لِعَرَقِ الأنْبِيَاء ِ المُخَبَّأِ فِي قَيْلُوْلِتِهَا
فَلْتَبْحَثوا عَنْ خُرَافَة ِ الغَاز ِ خَارِجَ مِعْطَفِي
نَحْنُ حِقِيْقِيُّوْنَ عَلَى شُرْفَة ِ التَّارِيِخ ِ هُنَا
و لُغَتِي كَقُرْصِ الشَّمْسِ لا تَخْشَى النِّهَايَة ْ
سَتَعْلُو مَعَ هُتَافَاتِ الطُّيُوْرِ، فِي حُنْجَرَةِ الحَقِّ و تُكَبِّرْ
و جِرَارُ الصَّبْرِ إنْ طَالَتْ سَتَنْهَمِر ُ
سَتُنْهِى أسْمَاءَ ذَاكِرَتِكُم المُسْتَعَارةَ مِنْ ألْوَاحِنَا
فاحْذَرُوا مِنْ ظِلِّكُم ونَشِيْدِ الشُّؤْمِ (هَاتِيكْفَا )
إنَّهُمَا أثْقَلُ مِن ْ جِبَال ِ الكُوْنِ عَلَى رَمْلِنَا
تَعَجَّبْتُ مِنْ غِيْرَةِ الغُرَاب ِ عَلَى أَخِيه ِ!
ولا عَجَبٌ لأَصْنَام ٍ تَهِبُّ رَاكِعَة ً ،
لِنَجْمَةِ داوودَ فَوْقَ مَتَاحِفَ اليَأس ْ .
سليمان الحزين
التعليقات