جائزة النور السادسة للابداع / قصيدة النثر - الفائز الثاني
جائزة النور للابداع دورة الشاعر يحيى السماوي
2014
تداعيات رجل في الرحيل
يكتم غربته نخيلا
خائفا يترقب المطر الأخضر
لكي لا يضرب بصبره البحرَ
وإذ يضيء العناقُ مع امرأة تشبه صدره
يمهر المساء بزهرية الحروف
فلا يصير سدى
هل يظل بلا غناءات ضيَّفْتها الورود؟
إتكأَ على مسلّة أمنياته
ينظر في نشوة الفضاء
أصواتٌ وصنوجٌ وزغاريد
إنها زفة لسحابةٍ جرداء
لذا شدَّ على روحه بالكلمات
وألقى بنفسه في نهر الشعر
قالوا: غرق
لكنه منذ سنين وهو يسبح مع غريبته القصيدة
فلماذا تتساقط وريقات دمعه يابسةً؟
فعند ملجأ للفراديس
ثمة شمعة تنطفئ بالنظر إليها
مثلما كانت تشتعل إذا لا مستها الأصابع
قال : آسف أيتها الحكمة
فالضوء يتسلق الأسيجة
لأنه يخاف السير في الزحام
خطواتي تسحر طرقات العتمة
حتى أثمرت الأوجاع ممالك المجهول
قال: آسف أيها الصبح
سأتأخر عليك
لأن ليلي مغمى عليه الآن
فينهض الندى نحو قفصه
وقلبه نحو الينابيع
قال : آسف أيتها الحبيبة
كلماتي فيكِ تطفر كألعابٍ نارية
في فضاء روحي
وأنتِ السماء
لا تملكين أجنحة
لكن عندما تغرقين بالضحك
أحسكِ تطيرين
وأحسني طفلاً
أتقافز لأمسك بكِ
قال: آسف أيتها المدينة
تخرجين من أناملي وردة
تتفتح للصدى
تخلعين عنك الليل
فيعتريك بياض العشق
أدفع إليك ظلي بانتظار أن تتحولي شمساً
وأنا الغافل عن المطر فوقكِ
قال: آسف أيها الأصدقاء
لماذا نسمع الطبول تدق في آذان الشجر؟
نسمع الأمطار تجري في ساقية ؟
نسمع أكفنا تصفّق لموسيقى الحلم ؟
وطريقنا النايات!
عماد كاظم العبيدي
التعليقات