جائزة النور السادسة للابداع / الادب الموجه للطفل - الفائز الاول
جائزة النور للابداع دورة الشاعر يحيى السماوي
2014
( كَنز ُ الصّداقة )
خرَج الصديقان ِ مُحمد ٌوسعيد ٌ لصيد ِ السَّمك ِ ؛ إذ ْ إنّثَمَرَ الأرضِ في قريتهم ، تشح ُّ في فصل ِ الشتاءِ ، وكان عليهِما توفيرُ الطعام ِلأطفالِهما الجّياع .
وَضعَ مُحمدٌ الطعم َ في صِنّارتِه ِ، وَجلسَ بهُدوء ٍ، بَعدَ أنْ إختارَ مكانا ً مُناسبا ً للصّيد . ولمرّاتٍ عِدّة ٍ، لَم ْ يفلحَ في صيد سَمَكة ، ما كان يَضطرّهُ الى سَحب ِ الشّص ِّ؛ لِوضع ِ طُعم ٍ جديد . تكرّر َ ذلك عِدة مرّات ٍ، حتى كاد َ الظلام ُ يحِل ُّ ، وهو مِن فشَل ٍ إلى فشَل ، ومع ذلك لَم ْ يَكِل َّ أوْ يَمِل ، واستمر َّ في محاولاته ِ ، يدفعُه ُ الى ذلك َ تفكيرُه ُ بأطفاله ِ الجّياع ِوزوجته العزيزة . أمّا صديقُه ُ سعيد ، فقد إختار َ مكانا ً آخر َ ، إستند فيه ِالى جِذع ِ شجرة ٍ تُحيطُها الأحراشُ ؛ إذ ْكان يائسا ً مِن إصطياد ِ السَّمك في ذلك َ النهر ِ ؛ لِفشَلهِ في مُحاولاتٍ سابقة . وفيما هو مُستغرق ٌ في التفكير ِ ،إذا بِه ِ يَسمع ُ صوتَ حَفْر ٍ خلفَ الشجرةِ ، فنهض َ لإستطلاع الأمر، وإذا بحيوانٍ يَفِر ُّ مذعورا ً ، مُخلِّفا ً حُفرة ًصغيرةً خلفَ الشجرةِ ، غير َ أن َّ المفاجأة َ أدهشته ُ ، وهو يرى في تِلك َ الحُفرة ِ صُندوقا ً خَشبيا ً قديما ً ، ما أن ْ أخرجه ُ، إذا به كَنز ٌ مِن المجوهرات ِ الثمينة ِ، فحَمله ُوإنطلق َ بِه ِ إلى بيته ِ وهو يصيح ُ : (( أصبحت ُ ثرّيا ً .. أصبحت ُ ثريّا ً )) ! ، ولم يَهتم َّ بمُنادات ِ صديقه ِ محمد ، الذي كان َ إصطاد َ بضع َ سَمَكات ٍ صغيرة ٍ ، ورغِب َ بِتقاسُمها مَعَه .
وعندما إقترب َ وقت ُ الغُروب ِ ، قرّر َ محمد العَوْدة َ إلى القرية ِ ، قانِعا ًبِصيده ِ، وإتّجه َ الى سعيد ، الذي كان غارقا ً في حُلمه ِ بالكنز ِ والذهب ِ ، وَلمّا أيقضَه ُ، شَعَرَ سعيد ٌ بالخجَل ِ ، مِن عَجزِه ِ وَكَسَلِه ِ ،كما رَفض َ ما عَرَضه ُعليه ِ مُحمّد ٌ مِن تقاسُم ِ أسماكه ِ ، شاعرا ً بالحَرَج ِ مِن العودة ِ مع محمّد وهو فاشل ٌ في جَلب ِ الطعام ِ لِعائلته ِ ،فسَلَك َ طريقا ً آخر َ، لكنه إضطر َّ الى العودة ِ ؛ بعد أن حل َّ الظلام ُ ، وإذا بمفاجأة ٍ حقيقية ٍ هذه المرّة ؛ إذ ْ وَجَد َ في بيتِه ِ صديقه ُ محمد وعائلته ِ،ينتظرونَه ُ مع عائلته ِ هو ، وقد تحلّقوا حول مائدة ٍ تتصاعد ُ منها روائح شِواء السَّمَك . وبعد رَد ِّهم تحيته ُ ، طلبوا إليه ِ الإسراع َ في مُشاركتهم طعامَهم اللذيذ ، فجلس َ معهُم يأكل ُ ببُطْء ٍ ، وهو يُفكّر ُفي حُلمِه ِ وكنزِه ِ المَوْهوم ِ ، ورفع َ رأسه ُ إلى صديقه ِ مُحمّد قائلا ً مع َ نفسِه ِ :
- الصديق ُ المُخلِص ُ ، هو َ الكنز ُ الحقيقي ! .
وعاد َ إلى تناول ِ طعامه ِ بِشَهيَّة ٍ معَ الآخرين .
( تمّت )
سعد ابراهيم الجبوري
التعليقات
الاسم: |
امل محمد |
التاريخ: |
2019-04-24 20:30:03 |
|
رائع أذهلني جزء الحلم المجسد للكسل |
|