أنا سبايكر..
من مجموعتي القصصية الجديدة المعدّة للطبع
حلمتُ كثيراً أن يذاع صيتي وأن أنهي حياة الإقصاء التي أحياها.. عشت طويلاً في الظل.. لم يكن أحد يذكرني.. يسأل عني.. يزورني.. أشعر بالغبن لتجاهلي.. اليوم أصبحتُ معروفة.. ذقتُ طعمَ الشهرة لكن ليس كما كنت أشتهيها وأرغب بها..
آه ..آه.. لو تعود عقارب الساعة إلى الوراء.. سأود أن أبقى مهجورة لكن بلا لعنات.. شتائم.. آهات ..
الجميع يتهمني بأنني حطمتُ قلوب نساءٍ وينعتونني بآكلة الأكباد ونشر السواد..أكادُ ألعن وجودي عندما يصفني الرجال بالعاهرة.. أجزمُ أنّ الفتيات يتوقْن للبصق في وجهي في عيد القربان.. أُطأطىء رأسي خجلاً من الأشعار التي سُطرت تشنيعاً لفعلي.. أقرُ بالتقصير لإهمالي الودائع.. فلم أحتضنهم كالأمهات..
باتَ الكلُّ كارهاً لذكري.. يلاحقونني للتعرف على حقيقتي.. كشف هويتي.. يعذبني صوت خرير الماء الّذي خنق نبضات قلوب فتية تصرخ استنجاداً.. قطفتهم من حدائق الأمهات ورميتها في نهر دجلة بلا رحمة..
زينب فخري
التعليقات
|
التحية لك زينب فخري انت عظيمة ورائعة |
|