قصة قصيرة / أرملة
قصة قصيرة
أرملة
من مجموعة (على الرصيف)
بات الجميع على يقين أنّها لن تفكر بآخر غيره وأنّ ذكراهُ تكفي لتقتات مِنها على مرالجوالقادمِ.قلبُها محترقُ حزناً على فراقهِ..أصابعها ثكلى بخاتم زواجهما، اليوم في ذكرى رحيلِهِ.قرّرتْ أن لا ترتدي سوى الأسودِ ..أقامت له مجلس عزاء.. مأدبة تليق بأمير.. نصبتْ خزان ماء ثواباً له حتى خيلّ للحيّ أنّه من دموعها فرط ما أجهشت.. الحاضرون بين منذهل من وفائِها ومستنكرِ لمبالغتها.. فلا بدّ من الحزنِ عليهِ تحديداً في هذا اليوم. غبطُ الرجال وحسدُهم كاد أن يحرق صورة الميتِ المعلقة في زوايا البيت.
بعد انتهاء ذلك الطقس وتلك المشاهد، أنسلت بهدوء إلى غرفة نومها.. أغلقت الباب بالمفتاح والمزلاج.. أطفأت الأنوار حتى آخر شمعة كانت قرب صورتهِ.. خلعت ملابسها..اضطجعت على السرير..أمسكت بهاتفها النقال تقلبه من يدٍ إلى الأخرى بلهفة واضطراب.. رنَّ.. أجابت: "حبيبي! أنهيت المراسيم المزعجة..لنبدأ الآن"!!.
زينب فخري
التعليقات