الفكر المتطرف لخلافة داعش وفرضية إلغاء الحدود الدولية
أعتقد إن أي فكر متطرف يأتي نتيجة فهم للآيات في القرآن الكريم يعتقد بصحتها ويجب تطبيقها على أرض الواقع ويعتقد إن الأنظمة الوضعية لم تعمل بشرع الله وانجرت وراء طاعة النفس والشيطان وحاولت طمس الإسلام بتعطيل الحدود وشرع الله , لذا قامت تلك المجموعات بفرضية إلغاء الحدود المصطنعة التي أوجدتها أنظمة وضعية وخالفت قول الله حين يخاطب الناس على لسان الملائكة...قالوا بمَ كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة .. أي إن الأرض هي أرض الله فلا يحق للأنسان أن يوضع حدود تمنع المهاجرين من الظلم وردعهم و من هذا الباب حاول الفكر المتطرف إغراء الشباب الذي هو أرض خصبة يمكن زراعة الأفكار فيه والتعلق بها وإغراءه بالجنة وحور العين وهو يعاني من تهميش وحرمان مجتمعي قاهر وإن الجهاد في سبيل الله هو طريق الخلاص , هذا من باب وباب آخر يعمل المتطرفون على كسر الصنم وهو عبارة عن الانتماء الوطني حيث رسخوا فكرة الوطن للجميع ولا يخص قوم سكنوا في هذه البقعة من الأرض لذا ترى يأتي المعتقدون بهذا الفكر من كل أنحاء الأرض ويكون هذا بواسطة التجنيد الذي يتكفل به أشخاص منتشرين في كل بقاع الأرض إضافة لوجود قنوات فضائية ودعاة في الدين متطرفين لهم سطوة ومكانة في الوسط الإسلامي يرسخون تلك الأفكار فتكون مقبولة لديهم وهناك عوامل أخرى كثيرة ومنها كبت الحريات في المجتمعات الشرقية تولد فيه الحاجة للحصول على ما حرم منه ولو في منظور مستقبلي إيهامي وهو الوعد بالجنة وحور العين وأنهارٍ من خمرٍ لذة للشاربين. إذا كيف تكون عملية إقناع هؤلاء للعدول عن أفكارهم المتطرفة؟ لا أعتقد السياسي يمكن أن يغير من تلك الأفكار ولا حتى المثقف كون عملية الإغواء هي ميتافيزيقية بحته وعقائدية مترسخة من قبل أشخاص لهم سطوتهم في الواقع الديني ! لذا يجب اختيار أناس أصحاب كريزما مقبولة في عملية التغير ويجب أن تكون من نفس المعتقد الذي روج لتلك الأفكار التي أباحت التطرف وتكفير الآخر هنا يمكن ترى بعض المقبولية والتغيير.. والكلام كثير لا نريد أن نطيل على أحبتنا في عصر السرعة
علي خريبط الخليفة
التعليقات