عش الدبابير أم وجر الذئاب؟!
كشف أدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي وبالتعاون مع نظيرتهما البريطانية ( (M 16 ومعهد الأستخبارات والمهمات ( الموساد ) بأنها مهدت لظهور داعش والقاعدة وذلك بتعاون ثلاثة دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية وأسرائيل لخلق تنظيم أرهابي قادرعلى استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز اليها ب ( عش الدبابير ) وتم أختيار منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها العراق.
من هو العراق؟
العراق وما يطلق عليه بلاد ما بين النهرين ((MESOPTAMIA وهو مهد الحضارات الأولى ومن عصوره القديمة التي تمتد الى 5000 آلاف سنة قبل الميلاد وما يزيد العصر الحجري المعدني ويبدأ بنحو 5000 سنة قبل الميلاد وانتهى نحو 3000 سنة ق.م أستخدم فيه الأنسان العراقي صناعة أدواته من الحجارة كما تظهره لوحتي التجريدية أعلاه والتي تبين آنية من الفخار الطيني وجدت في تل حسونه بسامراء من عهد العبيد ونحو 5500 سنة ق.م كما استخدم أيضا المعادن ( النحاس والرصاص ) وسمي هذا العصر بعصر ما قبل السلالات وفيه جرى ظهور المدن في سوريا والعراق ومصرومن أهم العصور في وادي مابين النهرين هي عصر ( تل حسونة سامراء وعصر حلف وعصر العبيد والوركاءوعصر جمدة نصر وخلاله ابتكرت العجلة ودولاب الخزف وتظهر اللوحة اعلاه خزفية من عصر جمدة نصر وهي بمنتهى روعة الفن التجريدي الذي استخدمه الأنسان العراقي الفنان وقبل آلاف السنين واللوحة بأكملها تظهر مقارنة بين الفن التجريدي الذي استخدمه العراقي القديم والفن التجريدي الحديث الذي هو عبارة عن خطوط ولطخات لونية حسية مجردة من المضمون وقد استورد الفنان العراقي المعاصر هذا الأسلوب من الغرب الذي تبناه بعد الفوضى التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.
هذا هو كل ما يتعلق باللوحة التي نفذتها وأنا بعمر تعدى الثمانين ويسعدني ذلك لكوني عراقي أصيل.
أما بخصوص الهجمة الهمجية الشرسة التي يتعرض لها العراق العريق وشعبه الذي قاسى الويلات خلال قرون طويلة بسبب أرثه الذي علم العالم أجمع معنى الحضارات فاترك ذلك للشاعر البصري الراحل بدر شاكر السياب ومقطع من قصيدته المومس العمياء وهو يقول وكأنما هو يخاطب الحاضر
وكأنها نذر تبشر أهل بابل بالحريق
من أي غاب جاء هذا الليل؟
من أي الكهوف؟
من أي وجر للذئاب؟
من أي عش في المقابر دف أسفع كالغراب؟
أما الجواهري الكبير فأنه يتفاءل وينتفض لعراقه ويصرخ
سينهض من صميم اليأس جيل مريد البأس جبار عنيد
يقايض ما يكون بما يرجى ويعطف ما يراد لما يريد
أما لسان حالي وأنا في غربتي فأقول بين اليأس والتمني
خذ من حزني أياما لاتحصى
وعذابات من ماض لاينسى
من أمس لم أجد فيه
يوما بهيجا أو يرقى
بيني وبينه أحداث تترى
لكني لم أعرف أن الأمر
سيكون شنيعا وأشد وأقسى
بيني وبينك إني أرتعد هلعا
حين أشاهد أنسانا يشقى
فكيف يكون الأمر؟
لو يذبح كالشاة ويشوى!!
إني أرى وكما يرى النائم
حلما بمنتصف النهار
جحافل هولاكو والتتار
تريش في بغداد والديار
لتفقأ عيون المها
وتشعل بين الرصافة والجسر
لهيب نار
وبين انهيار المنارات
وبين الضريح انفجار
يلوح نبي الله يونس
حزينا وينثر رمادا
في عيون ملها انتظار
ويمضي المسيح الى الجلجلة
يمجد لله في العلا
يوزع خبزا لاتباعة
ويقرأ سلاما على الصغار
وماهي إلا صيحة واحدة توقض النائمين
تقحم وادفع بالتي هي أشجع
تقحم واسمعهم هدير المدفع
تقحم فهذا أوان الشد
فاشدد راحلتك الحديد
والحديد على الحديد يسمع
تقحم وزم رأسك في العلا
وعلى ذرى المجد تربع
تقحم نسرا أحجنا
يعاف منك الذئب الأبقع
تقحم وما هي إلا صيحة واحدة
فتلقي بهم حيث القت رحلها
بأرض بلقع
لطفي شفيق سعيد
التعليقات