قصة قصيرة جداً
ألملاذ في لأزقة
لم يكسر صمت الفجر سوى خطوات رجل كهل يتمتم مع مسبحته التي يكرر عد خرزها ، وترتيل صلاة هنا وهناك ،حين لاذتْ بالأزقة، ملتصقة بجدران بيوتها المتهرئة ، تتعثر بخطواتها ، وقد لملمت خطاياها بخرقةٍٍ، تحملُ بطياتها ثمرة نزوة عابرة ،لفتهُ بعباءتها السوداء ، ماسكته كلتا يديها ، دافعاً رأسهُ بين نهديها الدافئين ، يداهُ ، تشابكت بضفيرتها .......
عيناها تراقب المكان ، كي لا يفتضح أمرها ، انتزعتهُ من صدرها ، كما ينتزعُ ألحسك من الصوف !
متمسك بأخرَ لحظاتِ الأمومةِ ، تركتهُ على الرصيف ، عيناهُ ........تلاحق خطواتها ، مائلاً ، برأسهُ صوبها !
ضاناً ، أنها تمازحهُ ... وسوف تهوي أليه ، وتضمهُ لصدرها ،مرةِ أخرى ، حتى لفها ضباب الفجر
صدى الصمت
أستقليت الحافلةُ جلست أمامها أدهشني، ثوبها الذي كانت أزراره تصل
حتى رقبتها , أنظر أليها تشيح بوجهها عني ، تنظر ألي ،
يزيغ بصري محدقاً بأشياء أخرى ...... جاءت محطتي وقفت وقد استفززتها من صمتها
وبدأت تعتصر يداها وتفرك أصابعها بقوة .. .. عيناها تثير تساؤلات أجهل كنهها أو لربما
أوهمت نفسي ذلك ونزلت ..........
عندما تحركت الحافلة .....كانت نظراتها تراقبني، وكأنها غريق دفعته أمواج البحر بعيداً ... ..... .. ... ... . ومنذ ذلك اليوم ، ...... وصدى الصمت يطاردني
بـــــــــ لمَ , وكيف , ولماذا , أو أين
وبت أجلسُ كل صباح في المحطة أنتظرها ، ولكنها لم تأتي ؟
علي خريبط الخليفة
التعليقات