عزلةٌ بلونِ البحر
المواسمُ المُطلَّةُ
عبر نوافذِ عزلتِكِ الضائعة
تتركُ الآنَ ملامحَها المطفأة
فوقَ رمالٍ يُداعبُها الرقاد
وينزفُها انتظارٌ مخيف
كانَ الياسمينُ ضحيتَهُ الأولى
أنتِ الآنَ تُريحينَ جدائلكِ
بعد أنْ تنـفَّـسَتِ الشمسُ أريجَهن
فلماذا يُسافرُ الحزنُ عبر شواطئِ عينيكِ ؟
ألأنَّ أصابعكِ
تنتظرُ من يُجري مراسيمَ القطاف ؟
أمْ لأنكِ
لمحتِ لهُ ظلاً
وهو يرسمُ تأريخَهُ القادم
تحتَ أفياء حزنكِ السومري ؟!
يغزلُ من حروفهِ عرشاً لإخفاقاتِهِ القادمة
ويدَّخرُ لكِ قلبَهُ
خوفَ أنْ تُحرِقَـهُ الأمنيات
فلكِ الآن أنْ تحفظي سرَّهُ
وأنْ تعلمي
أنَّ دموعَهُ لم تُصبْها مواسمُ الجفاف
منذُ أنْ أدركَ أنَّ العالمَ
ينتهي على حدودِ حلمٍ يائس
راودهُ ذات شتاء
يومَها أيقنَ
أنَّهُ وهبَ عمرَهُ لمنْ لا يستحق !
فمَنْ منكما أشدُّ عزلةً
يا سيدتي النخلة !
حسام لطيف البطاط
التعليقات