ملف وفاء النور لتكريم المبدعين - ناظم السعود - مهلاً ايتها السعادة أين تفرين؟
دسها في يدي ، ذلك المُتعَب بيدين راجفتين.. تلك القصاصة الثمينة التي كانت هدية من عزيز .
قال : بها تذكرني ان رحلت عن الدنيا.
فتحتها لأجد : (( مهلاً ايتها السعادة ...اين تفرين ؟؟ ))رسول حمزاتوف.
قال وهو يستند على عكازه بعد ان قام من مرضه : كتبت لكل صديق لي عبارة مختلفة ليتذكرني بها اذ رحلت .
كان ذلك في سنين الحصار والظلام والمرض ، العام 2002 و المكان مقهى الجماهير حيث نلتقي نحن مجموعة ادباء ملتقى الجماهير .
عرفته قبل ذلك التاريخ بعشر سنين ....
كان ابي يومها في شقتي فلحقه اليها يرتقي سلالمه يعزف رنين الصبر على درجاتها ليدون معه ذكريات ثقافة العراق للرواد المنسيين والمغيبين المتعبين في شقتي الزاهدة .
(( مهلاً ايتها السعادة ...اين تفرين ؟؟ )).
وكيف لا تفر من الصادقين غير المتزلفين .
عدت بعد سنوات لاعزف ذات الرنين ولكن هذه المرة على درجات سلم شقته الاشد زهداً في شارع الكفاح اذ علمت بما اصابه وقد اقعده المرض .
ويرحل عنا الى بابل ... لنفترق منذ 10 سنين لا نتلاقى الا ببضع مكالمات رغم كل تلك السنين .
يعاني المرض ... اتلقف اخباره من صديق ...
.. لاسقط انا الآخر ايضاً ..اه لسنواتنا كيف قضيناها .. نحن المتعبين .
سأكتب لك انا هذه المرة فانا الاخر عليل ولن اكتبها بقصاصة كسر اكاد اخفيه فالموت الان يتربص بكلينا :
((أمشي، كما مشيتُ مائة مرة من قبل،
أحسب أني سأبوح بما في روحي،
لكني أصمت: فالدموع ، التي تهطل
من عينيك الآن بتلك السهولة،
تعميني وتخنقني أنا - وليس أنت ((
(( رسول حمزاتوف ))
قبل ان اودعك اود ان اٍسلك : الا زلت تعلق تلك الآية من القران في بيتك الزاهد ايها الصديق ؟
(( واما بنعمة ربك فحدث )) .
نعم يا ناظم تحدثت ... فالنعم ليست هي المال وحده ...
لقد تحدثت بنعمة الصدق والصمود رغم السعادة الهاربة .....
عدنان يعقوب القره غولي
التعليقات