ملف وفاء النور لتكريم المبدعين - ناظم السعود - ناظم السعود .. نبراس الكلمة الحرة
ناظم السعود .. دهشة ٌ تكوينية تتربص بيَّ وأنا أنصت ُ لصوته التدويني ، الذي يغادر المألوف ليحتضن ملاذات البهجة وطرائق الانفلات من السائد ، هو اعتقادٌ مبهر ٌ لبواتق الأزمنة ، وانهمارٌ بهيجٌ لأيقونات الأزمنة ، لأنه من الجيل المخضرم العتيد الذي أسس بوادر الاحتفال النجيب والنبيل في الصحافة العراقية الحرة ، ومرتكز مهم من مرتكزات الأدب والثقافة في العراق ، ولأنه احد الأقلام المشرعة بوجه الباطل ، لرفع رايات الحق لأنه متجذر ٌ كالنخل بتراب العراق ، واغترف من ماء دجلة والفرات سائحا بين دفتي كتاب حافل بالمنجز الثّر .
علينا جميعا أن نعتمر قبعته التي تسحر الناظر إليها كمعطف غوغول ، لان الكثيرين خرجوا من جلباب السعود الجليل ، وتعلموا أبجديات المهنة من مائدته العامرة بالكلم النير ، والحرف النقيّ الغير مهادن على قولة الحق .
ناظم السعود .. وكما يحلوّ لنا ان نسميه في الأوساط الإعلامية والأدبية ( شيخ الصحفيين العراقيين ) هو نبراس صادق للكلمة ، ومعماري أصيل في تشيديها ، وهو ضوء ساطع لاحتضانها ، لأنه متمكن من أدواته اللغوية ومهاراته المهنية ، نجده مناضلا تارة ، وأخرى ثائرا ، ومسالما ، وأخرى ندا حقيقيا للفساد والإفساد ، لأنه من الجبلة الأولى التي تربت على احترام رأيها ومواقفها الصلبة وعدم المتاجرة بها رغم فقره ، وعوزه ، ومرضه .
لقد عاش ( السعود ) حياة مدقعة متخمة بالحاجة ، والعوز ، والفقر ، واليتم لأبسط ملذات الحياة ، وعاش حالة جدب من رفاهية الحياة ، لكنه راهن على حاجاته الدنيوية فكسب رضا حبر قلمه ، وحب الآخرين ، فاكتسب بذلك ارفع النياشين والأوسمة وهي ارتقاء ذاته الى مصاف أكثر سموّا ، وأعلى مرتبة ، وأغنى رفعة .
فهنيئا لـ ( ناظم السعود ) هذه الخصال النبيلة ، وهنيئا لنا به ، لأنه ترفع عن مطالبه الشخصية ، لينشد تحقيق مطالب الآخرين عبر كتاباته ، فكان بحق شيخا صوفيا من شيوخ الكلمة والحرف .
أنا شخصيا اعتز برفقي معه ، وصداقتي به ، لأنه كريم النفس عزيزها ، دمث الأخلاق ، صادق ، نقيّ، صادق ، مجالسته دائما تفضي الى نتائج راقية .
أقفُ إجلالا ً في حضرة حرفك َ صديقي النبيل المتوهج برقيّ أخاذ يشبه موارد النقاء نثراً .. وملامح البقاء شعرا ً .. أيها المسعود ضياءا ً .
عشت نبراسا للكلمة الحرة الصادقة .
وسنبقى كذلك .. أنا ، وأنت ، ونحن ما دام فينا عرق ينبض .
وما دام في العمر بقية ،لكي ندون فيها ما يجول في خلجاتنا ...
فوق أوراق حياتنا البيضاء الباقيات ...
أطال الله بعمرك صديقي الغالي .. وحفظ الله العراق .
سعدي عبد الكريم
التعليقات