فوتوغراف
وتلكَ امرأةٌ،
كانتْ تغادرُ أُنوثَتَها
تتركُها مطروحةً على الرصيف
وتحملُ قِدْرَاً من الباقلاء
وتمضي:
بينَ الجموعِ مرتحلةً لا تعرفُ أين
تبيعُ طاساتٍ مِنَ الصَّبرِ غيرَ مُمَلَّحَة.
*
والأخرى،
-كاهنةٌ بابليّةٌ-
حَمَلَتْ ربيعَ نهديها،
ودارَتْ بهما،
بينَ محلاتِ الأدواتِ الميكانيكيّة
لِتُرَمِّمَ ما تَبَقّى منهما،
كي تعودَ لِخِدْرِها الأرمل.
*
والسَّمينة،
تُجاوِرُ حائطَ المدرسة،
ترمي وَرْداتٍ مُفَخَخَةً إلى الطلاب،
ورَحيقُ سماجتها
يتضاحك،
كَبَلَدٍ مُسْتَهلَك.
*
والبيضاءُ،
تُدْمِعُ قُبالَةَ صورتِها،
تبحثُ عن شخص
كانَ يسكُنُها.
*
الشَّاعرَة،
ترتادُ مقهى عُزوبَتِها،
تُسلِّلُ بينَ أصابِعِها خاتماً مُزوَّراً
ووَرْدَةً مُتَلَعْثِمَة.
تُزَيِّنُ عينيها بِكُحْلِ كُهولَتِها،
تتركُ "بقشيشاً"
وتمضي.
*
صَدَى الأشياءِ نساءٌ، غارقاتٌ في ليلِ الوشاية،
يَنْطُرْنَ:
"بَعيداً" حانَ موتُه.
*
وَكَمَنْ يُفَتِّشُ في العراقِ عَنْ جُثّة
يُفَتِّشنَ عَنْ شَبَقِ تاهَ في دويّ.
*
وكشيطانٍ ينفلتُ من يديِّ الله
تنفلتُ الرغبة.
*
الدهشةُ تمثالٌ يغتالُ عُزْلَتَهُنّ
الموتُ يَتَشَخَّصُ بِهَيئَةِ رجال..
يُجيدونَ صَفَّ الكلام.
عمر الجفال
التعليقات
|
لك أصفق .. أصفق .. أصفق إالى أن تنتهي بداي على يدي |
|
|
بديع ياعموري امضي نحو القصيدة قدما.. انت تكبر كل يوم وتمنحني لقب -عمّه- بامتياز . |
|