المدرسة بين الأمس واليوم
لاايختلف اثنان على ان الكرة العراقية في عهد تكميم الأفواه كانت تعيش مرحلة مزدهرة ومتقدمة وتختلف اختلافاً جذرياً عما تعيشه اليوم في عهد حرية الرأي والرأي الأخر ومن المؤكد ان هناك اسباب عديدة تقف وراء هذا الفرق منها ارادية والاخرى تخرج عن الإرادة الانسانية ولايمكن السيطرة عليها في اي حال من الاحوال لكننا سنحاول البحث في الأمر الاول وهو قدرة السادة مسؤولي المؤسسات الحكومية على تصحيح اخفاقات وتدهور مؤسساتهم وبالتالي العمل على تخطيط شامل يصب في مصلحة مؤسساتهم التي اهملت بالكامل وتُركت تتراجع من دون سبب وقد يكون هذا الاجراء مقصود او إنه يدخل في خانه عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب فبالأمس القريب كان نادي الزوراء والذي يلقب ( بالمدرسة ) كما يحلو لجمهوره بتسميته يعج بالنجوم ورافد أساسي للمنتخبات الوطنية كافة ويمتلك كم هائل من اللاعبين فيصول ويجول في الملاعب المحلية والخارجية ويحقق الانجازات ويجلب الالقاب والكؤوس من خلال اقوى المنافسات التي يوجهها في بطولتي الدوري والكأس فتربع على عرش الصدارة لهاتين البطولتين وحصل على لقب (الزعيم) بجدارة واستحقاق وها نحن اليوم نشاهد هذا الفريق يترنح بين الفرق المتذيلة للترتيب العام للدوري الممتاز ولهذه الاخفاقات أسباب رئيسية لابد من معالجتها قبل فوات الأوان فالأدارة تتحمل الجزء الأكبر من هذه المشاكل لأن اغلب العقبات التي تقف في طريق هذا النادي الكبير هي مشاكل مادية وهذا دليل على عدم وجود ستراتيجية لدى إدارة الزوراء ولم تمتلك تخطيط مسبق كذلك قضية الملعب الرئيسي للنادي والذي تم تهديمه من اجل إعادة بناءه بصورة افضل وأوسع في حين انه كان افضل ملعب في العاصمة بغداد بعد ملعب الشعب الدولي اذ ان عملية إزالت الملعب قد اثرت بشكل كبير على النادي من ناحية إلغاء العقد المبرم مع الشركة الراعية للنادي والتي كانت تملئ الملعب بأعلاناتها ولكن بعد ان ازيل الملعب توقف دعمها المادي للنادي الذي كانت تعول عليه إدارة الزوراء . وهذا النادي الكبير وكما هو معروف يرتبط بمؤسسة حكومية كبيرة وهي وزارة النقل وهذه الوزارة تملك إيرادات مادية كبيرة الا ان الاموال المخصصة للنادي من قبل الوزارة لم تطلق لحد الأن على الرغم من تخصيصها منذ فترة ليس بالقصيرة . اما الخاسر الأكبر فهو النادي الذي لم تعي إدارته لحد الأن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتقها اما جماهيرهُ فبقت في حيرة من امرها وهو ترى ناديها يتقلب من اخفاقة الى اخرى من دون وجود إرادة حقيقية لإنقاذه من واقعه المزري الذي لايليق بنادي عريق مثل نادي الزوراء الرياضي ... والسلام .
محمد حسين مخيلف
التعليقات