قد كان طيفا
•1)
حَدَّقْتُ في رَمَادِهِ الغَارِقِ في عَيْنَيْهِ
في جُبَّةٍ مَرْكُوْنَةٍ في الظِّلِّ
يَفِيْضُ مِنْهَا عِطْرَهُ
وَخَطْوُهُ في حُزْنِهِ ، يَبِيْحُ فِيهِ السَّيْفْ
أَسْرَارَ قَوْلٍ لَمْ تَزَلْ عَالِقَةً في الطَّيفْ
يَسْكُنُ في مَحارَه
عَليَاءُهَا وِسَادَةٌ للمَاءِ والحِجَارَه.
2):
شَيْخٌ مِنَ الأَعْرَابِ
يَتْلُو عَلِيْنَا آيَةً
تَضِيْقُ في أَدْرَاجِهَا السَّعَادَه
يَفِزُّ فِيْهَا اللَّيْلُ مِنْ سُبَاتِهِ
مُنْبَهِرًا كالبَحْرِ
أَمْوَاجُهُ
مَسْكُونَةٌ بَالمَوْتِ وَالوِلادَه.
3):
يَخْرُجُ مِنْ سُكُوتِهِ مُضَرَّجًا بِالدَّمْ
تَسْكُنُهُ الفَجِيْعَةُ
وَيَرْتَدِي في سِرِّهِ حَقِيْقَةَ الزَّمَان
يَهِيْمُ مِثْلَ طَائِرٍ في ظُلْمَةِ المَكان
يَنْفَخُ فيهِ الدَّاءُ والشُّحُوب
تَأخُذُهُ لِمُوتِهِ مَلامِحُ المَحْبوب
يَصْرَخُ في تَجَهُّدٍ
لَسْتُ أنا الغَريب
فَكُلُّ شَيءٍ كَانَ في مَلامِحِي سُحَابه
تَطُوفُ في قَارُورَةٍ لِلحِبْرِ
تَسْكُنُ في أَوْجَاعِهَا الكِتَابَه.
4):
هَذا هُوَ الطَّريِقُ
قَافِلَةٌ تَسْكُنُ في ظِلالِهَا الأَيَّامُ
يُوقِدُ في رِكَابِهَا الكَلامُ
أَزْمِنَةً لِلقَتْلِ
تَطُوفُ في أَزِقَّةِ الغُبَار
حَامِلَةً السَّيْفَ وَالشَّهَاده
قَصِيْدَةً
يُبْسَطُ فِيْهَا المَوْتُ كَالقِلادَه.
5):
الصَّمْتُ يَا حَبِيْبَتِي ثِيَابُ هَذا العَصْرِ
يَنْثُرُهَا العَارِفُ في سُحَابه
تُوقِظُ في تَرَدُّدِي
أَسْئِلَةً لا تَعْرِفُ الإجَابَه.
الصَّمْتُ ، يَا حَبِيْبَتِي ، كَلامُنَا القَدِيْمُ
أُغْنِيَّةً ،
تَسْكُنُ في قَرَارَة التَّارِيخ
حُرُوفُها تَنُوءُ في ظِلَالِهَا الرِّمَال
رَمْضَاءَ
في هَشَاشَةِ السُّؤال.
6):
في وَجْهِيَ الكَتُومْ
تَارِيْخُ مَنْ تَشَرَّدُوا فَاحَتَسَبُوا
وَضَاقَ فِيْهِمْ وَطَنٌ مَهْزُومْ
فَاسْتَنْجَدُوا في ظِلِّهِ العَاثِرِ عِنْدَ بُرْكَةٍ لِلمَاء
تَفِيْضُ فِيْهَا لُغَةُ السَّعَاده
تَحْمِلُ في رَحَيْقِهَا أُنْشُوْدَةَ الوِلادَه.
نابولي - نهايات صيف 2013
د. مالك الواسطي
التعليقات
|
رمضان كريم د. مالك .. مشتاق لصوتك الرحب .. سلام لعاشق السلام .. |
|
|
" الصَّمْتُ يَا حَبِيْبَتِي ثِيَابُ هَذا العَصْرِ
يَنْثُرُهَا العَارِفُ في سُحَابه
تُوقِظُ في تَرَدُّدِي
أَسْئِلَةً لا تَعْرِفُ الإجَابَه" ++++++++++++++++++++ د. مالك الواسطي .. أي بوح صوفيّ هذا ..! عميق اعتزازي .. ايها الصوت الشجي، كم يذكّرني بهديل فواختنا العراقية .. ما اسعدك يا نابولي .. بأنفاس هذا الشاعر العراقي الثر ..!
|
|