مقصلة الانتظار
(إلى أحمد عبد الكريم حتماً)
....وكُنْتَ غائباً
ومقصلةُ الانتظارِ تَصُكّ!
وميضُها،
إتقانُها ينتظرُ رأساً.
ولم تَكُنْ هناك
أو كُنْتَ..
على ضفافِ نهر،
تلتحفُ بـ(سفاري) أصلي
وجلدُكَ الناعمُ يغتسلُ بماء
قد تبوَّلَ فيهِ القَدَرُ قَبْلَك
وكما هو خوفُك
دفاترُكَ مثلما تركتَها
فارغةً.. عبثاً، تنتظرُ شخصاً آخر
ومشهدُ الرحيل،
بانتظارِ مُخرِجٍ غيرك.
صَدَقَتْ عرّافتُكَ للمرّةِ الأخيرة:
جوٌّ ماطرٌ، وسَحابٌ يتجوَّل..
فقط السَّحاب،
جنائزيةُ الجوِّ، تقويمٌ بطيء،
ساعةٌ متوقِّفةٌ منذُ قَرْن
والغُزاةُ بعيدونَ عنِ الحضور.
نوماً بطيئاً يا فراق
وليسَ شاهداً غيرُ الخراب.
باطلٌ ذاكَ الليلُ حينَ رمى سحرَهُ ومحاك
جاحدةٌ أرضُنا حينما نَذَرَتْنا قرابينَ.
ومُذْ أغوتْنا الغواية
كُنّا نرضَعُ منْ أثداءِ المنافي.
(الغوايةُ والحياةُ،
تعملانِ في ذاتِ الماخور) .
وحينَ عَبَرَ القطار
كانتْ جحافِلُ الشُّرودِ تأسرنا.
وكانَ الموتُ والحياةُ على تَناصٍّ
والرَّحيلُ كان مُدَثَّراً يهذي،
و(الجوازُ) متنكِّراً بِزيِّ الهويّة
والحقيبةُ ترقص،
كأنها عروسٌ تُحمَلُ يومَ زفافِها.
و(الجازُ الشاهدُ الوحيدُ ضدَّنا)..
ولم تكنْ هناك
وكُنتَ تفتحُ رباطَ عزلتِك
وترتدي كيسَ الغياب
جلستَ متأمِّلاً
طويــلاً
تَعُدُّ فُصوصَ سبحتك
بعدَ أنْ انفَرَطَتْ في الطائرات.
-ورقةٌ خضراءُ أخيرةٌ تبقى-
فنوماً هنيئاً يا فراق.
أحمد عبد الكريم: ممثل عراقي
عمر الجفال
التعليقات