تراتيل في حضرة القمر الحجري !!
أسكرتنا السماواتُ عشقا ً
وغاب عشقُ الأرضين ..
وأبتدأنا نتبارى مع النجم :
في اللمعان والتألق
والدوران ،
في حضرة هذا (الأله) الحجري !!
***
شربنا نخبَ شموسٍ لم تشرق
وأحلاما ً لم نرها ،
وأغانٍ لم نسمعْها ،
وحصدنا حقولَ أشواك
لم نزرعها ..
أو : كدنا .
***
وأنتشرنا في الفلوات ..
بحثاً عن ( نبيٍ ) المعجزات ،
بحقائب من قشٍ !
هاجرنا ، كالنوارس ..
مابين بحار المتاهات
وأسواق النخاسة والرمل ..
ورأينا الأقفال المثقلة بالشمع الأحمر ،
بالأحلام الميتة ..
وفقر الأمنيات .
ورقصنا في حضرة هذا القمر
الحجريِّ ،
وما أتعضنا !!
***
وأمطرتنا السماوات عشقاً ،
ومات عشق الأرضين ،
وكان شافعنا - ياسيدي القمر الحجري -
- ياسيدتي الشموس الغائبة على الدوام -
: أن نلقى النوارس على ضفة البحر
المتد مع الأحزان ،
كأشواقنا ..
وأن تطير النوارسُ الجريحة ..
تتخلى عن صلف الحصى المتغطرس
وعن الريح العنجهية ،
والزبد المتدثر بالرمل !
وكانت النوارس ،
- ياسيدي القمر الحجري -
قابعة على ضفة النار ،
المتخمة بالزيت وبالعشاق !
وبالحالمين في عرس ( آذار )
وبالأشواق المغناة ..
والأغاني المشتهاة !
***
وكان شافعنا - ياسيدي -
هذا الزورق المتعب
من سأم الشواطئ
من التجوال
في عرض المقاهي
وحانات الخمور و البخور !
يركب متن الريح الداعرة ،
والمرشدة
شمالاً .
وشراعاً ، ينأى
بأثقال الولادة
والأسفار العسيرة !
وكان ...............
فما رأينا ؛
- ياسيدي القمر/ الأله الحجري- :
غير أمرأة السبي ..
وتوأمها ،
المفجوعين بالأنتظار !!
***
ياهذا القمر .. الأله .. الحجر :
ياأسطورة حلم قرمزي ،
يطرز في أقبية العتمة ،
فساتين لصبايا الحيّ
الحالمات بالرواء والعشق الأزلي ،
والفرح الغائب !
ياأسطورة هذا الموت ،
الجاثم فوق أرصفة الحلم ،
الطوطم :
الساكن في صامات القلب ..
الساكن في صمامات الماء ..
العابر صمامات ( الروح ) !
ياتعويذة هذا الترتيل الفاسد
في هذا الزمن الفاسد ،
زمن الموت المجاني ..
زمن الحزن البوذي ،
والعهر الأمني !
هل تسكرنا الشهوة للموت على
خارطة الأستنزاف ؟
هل تشربنا الردة كأساً
فوق ( خوازيق ) الأعتراف ؟
المزروعة في دربك ،
ياسيدنا ،
- يا أيها الأله الحجري - ؟؟؟؟
**********
النرويج
صالح البدري
التعليقات