لا توجد أزمة طائفية ابدا!
قد يكون العنوان مثيرا وبعيدا عن الأجواء الطائفية القائمة وأدبياتها التي تنتشر انتشار النار بين الهشيم خلال هذه الفترة, فترة التباعد والتراشق والتقاتل لأبناء الدين الواحد والأرض الواحدة والهم الواحد.
اتخذت الدول الأوروبية العامل الديني ذريعة لشن حروبها على العالم الإسلامي تحت شعار "الصليبية " في سابق الأزمنة وقد أظهرت الأحداث اللاحقة واقع الأسباب الكامنة وراء تلك الحملات التي تتلخص بصراعات السلطة والمنافع ..،،،
ادبيات الفترة "الصليبية" لا تختلف عن أدبيات الفترة "المذهبية" الحالية ... تكفير الاخر تمهيدا لقتله والسيطرة على المنافع.
الحروب الأهلية المتعاقبة في أوروبا والحروب التوسعية بين الدولتين العثمانية والصفوية التي اتحذت من الدين والقومية غطاءا لها لم تخرج أبدا عن خانة الصراعات المادية والنفوذ ..،.. وبدلا من أن يستخلص العالم الإسلامي الدروس و العبر من الملايين التي سقطت ضحايا مجانية لهذه الحروب نراه يذهب نحوها معصوب العينين شارد الذهن مسلوب الإرادة..،
بسير في قافلة المنافع والنفوذ ذاتها التي سارت بها الأمم السالفة واتعظت بعد دفعها باهظ الأثمان..،
ليس صراع الطوائف الذي نراه اليوم بل صراع المنافع والنفوذ المغلف بالطوائف ...
قتل السلفيون في الجزائر خلال ثمانينيات القرن الماضي وبعدها مئات الآلاف من أبناء الطائفة الواحدة... تفننوا في القتل والتدمير كما يتفننون اليوم .. الذبح والسلب والحرق والتفجير واستهداف رجال الدين والفكر والعلم والنساء والأطفال والشيوخ وكل من سهل قتله...، يوظف هذا التيار شهيته للقتل في خدمة المنافع والنفوذ بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق واللون والشكل ....
ولعل أهم الدروس التي تفرزها هذه المرحلة هو "عولمة القتل" لدى التيار التكفيري الذي يصنف البشر إلى اهداف حسب مراحل قتلهم وليس حسب انتماءاتهم الدينية او الطائفية ..
يخطء من يقول انه سني أو مسيحي او كردي او تركي وهو بذالك بعيد عن استهداف هذا التيار لان سنة الجزائر قتلوا نحرا وحرقا قبل سنوات، ومسيحيو العراق فجروا في الأمس القريب...
ويخطئ من يقول بقتل السنة للشيعة أو العكس فالتعميم تسطيح للأمر وتعظيم للكارثة وتمهيد للعنف.....
في أدبيات التيار التكفيري المسخ : كل نفس ذائقة قتلنا ..، ومن الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولا دين او مذهب أو عرق يشفع عندنا ..،،
د. محمد القريشي
التعليقات
|
سلمت أخي محمد القريشي،فكلنا تحت طائلة السكين.... فكما يقول الشاعر:- إني أرى سبب الفناء وإنما سبب الفناء قطيعة الأرحام فدعوا ما قال القائلين جهالة هذا عراقي وذاك شأمي |
|
|
في العصور الاوربيه المظلمه احرقت الكنيسة اعداء الظلام بتهمة السحر ويتهم الناس اليوم بعبادة القبور ويشرع ذبحهم حتى وهم في المساجد ولا زلت ابحث عن احد راءى احدا يعبد قبرا دون جدوى |
|