المَثل
{و تلكَ الأمثالُ نضربها للناس}
قرآن كريم
ليس سوادُ الحبرِ فيما تكتبهُ هو المعنى
بل البياض ..
و لذا .. اصطدتَ البحرَ بسمكة
نُسبتَ إلى عامٍ ولِدتَ فيه
زُرتَ بلداً بتذكرةٍ لا تتذكر
إنهُ مَثلٌ
قبسٌ من إلهٍ أو أفعى تبتلعُ أذرعَ السحرةِ و قلوبهم
صليبٌ يتعرّقُ الخطايا في أكفّ قديسين
كتابٌ تتنفسُ السماءُ من سجنِ حروفه
يا أنا
على رسائلكَ أن تجدَ بريداً بحجمِ ما تُخفي و تصدّقْ بأحشائكَ لفراغِ الناس و لا تثقْ بجروحِ العُشّاقِ على الشجرةِ ، ثقْ بألمها و النومُ.. النومُ موتٌ من دونِ حلم
هل نظرتَ إلى داخلكَ لترى شجرةَ الدم تنمو دونَ جذور ؟
هل رأيتَ في الرغيفِ يدَ الفلاحِ المتشققة ؟ و البذورَ التي نسيت أن تنبت ؟
ليستْ النوارسُ ما يوحي بالعلو .. بل السماء
و لذا .. قطفتَ زهرةً بتصويرها
سجنتَ حرفاً بكتابته
إنهُ مَثلٌ
منجلٌ يسبحُ في دمِ من قتلوا به
نجومٌ تتكدسُ في علمٍ كشبكةِ صيد
لن يستحضرَ البارودُ في رئتيكَ حرباً بل ذكرى و عفونةُ الجثثِ أجدى في ذلك ، و انظرْ من ثقبِ البكارةِ ما شئتْ .. لن ترى الماضي ابدا ... الدمُ فقط
ليسوا الاحياءَ من تعرفوا على اعدائهم بل الموتى
و لذا .. اغمضتَ عينكَ عن يقظةِ الكون
إنهُ مَثلٌ
تمثالٌ يسقطُ بتحيتهِ إلى الارض
ديكتاتورٌ يتذكرُ العدالةَ حين يرى مشنقتها
يا ..
لستَ اسمكَ و لا البطاقةَ التي يمنحها الجيبُ شكلها النهائي ، لستَ المهنةَ أو العنوانَ لا و لا البصمةَ أو الـ d.n.a .. كلُّ ما تقدّم علامةٌ على غيابك
أما المعنى ..فهو ما تبقى من الالوان عند اكتمال اللوحة .
زاهر موسى
التعليقات