لمحة في ضوء الكلمة
لكي لايتحمل الآخر خـطيئة اتهام الآخر ، لابـد له ان يـحبو بجرأة وبصفاء نية
صوب مقتربات الحقيقة ، ليحظى برذاذ من معين الإنصاف يمكنه من تبرئة
النفس وكبح جماحها ، بعيدا عن المؤثرات العاطفية التي كثيرا ما تحفزها عبارات
مرتجلة تروم النيل من وحدة الصف والمصير ، وتعمل على فتح ثغرات لاانسانية تودي بالكثير من روافد الخير والعطاء ..
إن فهم الآخر بحكمة وأناة يعززهما رصيد ثقافي ، يعني التخلص من الآثام التي قد يسببها فهم خاطئ لذلك الآخر .. الفهم الذي كثيرا مايكون منه موروثا يحتاج الى إعادة نظر في ضوء التحرر من التعصب والتطرف ، ومن الطبيعي ان يسبب غياب الفهم الجاد بعدا عن التلاقح المتواصل مع الجديد الذي ينشد الإنارة الأكثر
اشراقة ، والأوسع مدى ، لأن بعض التراكيب العقلية عندما تعجز عن قدرة التحليل والربط والاستنتاج تعمد الى إثارة هوامش جانبية تستنزف جهدا وزمنا يضر كثيرا ببرامج الرقي الحضاري ، ولاشك في ان العُجالة التي أولدت اتهام الآخر بما ليس فيه قد صيرت هذه التهم ذريعة للتنكيل به والإضرار بمصالحه ، وهي عند ذوي الحجا من كبار الذنوب ودواعي التقصير ، ولكي يزول الشك لابد من الاستماع الى الآخر بالحوار العلمي الجاد وبلا وساوس ، أملا في الوصول الى تفعيل إحدى فقرات تحصيل حاصل فهم الآخر ( إما أخ لك في الدين أو شبيه لك في الخلق)
عدنان عبد النبي البلداوي
التعليقات