نساء رائدات وخالدات الحلقة الأولى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلا م
عند التدقيق والتمحيص في سير النسوة اللواتي رفدن البشرية بالانجازات الجبارة نجد أن السيدة فاطمة بنت رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله علية وعلى اله وسلم تقف في مقدمة النساء اللواتي أغدقن على البشرية والأمة الإسلامية من خلال سيرتها العطرة مع أبيها وإخلاصها لبعلها الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام وتفانيها في تنشئة وتربية أبناءها التربية الحسنه وقد تناول سيرتها جملة من الباحثين والكتاب بشيء من الإسهاب والتوضيح ولكن ما أود طرحه أن نقف على أهم المراحل في سيرتها العطرة
نسبها الشريف
فاطمة عليها السلام:الاسم
لكنى واللقب: أم أبيها لشدة رعايتها للرسول، أم السبطين والزهراء والبتول
الولادة: ظهر يوم الجمعة من شهر جمادي الاخرة20 منه بعد المبعث بسنتين ا
مها الطاهرة: خديجة بنت خويلد أم المؤمنين عليها السلام
نقش خاتمها:حزب الله الغالبون امن المتوكلون
وفاتها:يوم الثلاثاء عند المغرب من شهر جمادي الأولى 11 للهجرة ودفنت في البقيع أو بيتها
عدد الأبناء 7 ذكور 3 إناث 2
الحسن الزكي والحسين الشهيد والمحسن الذي أجهضت فيه عليهم السلام ،وبناتها السيدة زينب وأم كلثوم عليهن السلام
، وكانت أصغر بنات رسول الله (ص) وأحبهن إليه، وانقطع نسل رسول الله (ص) إلا من فاطمة (ع) ولم يخلف له (ص) من بنيه غيرها.
سيرتها
عن عائشة أم المزمنين، أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا وهديا برسول الله (ص)، من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به، وفي رواية لأبي داود، كان إذا دخلت عليه قام إليها فاخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.
مناقبها وفضائلها
منها، قول النبي (ص): إنها بضعة مني أو شجنه مني، روى البخاري في صحيحة، بسنده: أن رسول الله (ص) قال: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني).
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن المسور بن مخرمه أن النبي (ص) قال: فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني، وروى مسلم في صحيحة، إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها.
وفي رواية لمسلم: إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، وفي الإصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمه، سمعت رسول الله (ص) على المنبر يقول: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و يريبني ما رابها).
تزويجها بعلي (ع)
في كشف الغمة، روى عن أبي عبد الله (ع) انه قال: لو لا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (ع)، ما كان لها كُفء على وجه الأرض, قال: وروى صاحب كتاب الفردوس عن النبي (ص): لو لا علي (ع) لم يكن لفاطمة (ع) كفء.
وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبير بسنده، أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي (ص)، فقال النبي (ص): أنتظر بها القضاء، فذكر ذلك لعمر، فقال له: ردّك، ثم إن أبا بكر قال لعمر: أخطب فاطمة إلى النبي (ص)، فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبي بكر: انتظر بها القضاء، فاخبر أبا بكر فقال له: ردك، وبسنده عن بريده أنه قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة!، فأتى رسول الله (ص) فسلم عليه فقال: ما حاجه ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (ص)، قال: مرحبا و أهلا، لم يزده عليهما، فخرج على أولئك الرهط وهم ينتظرونه، فقالوا ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا، قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب، ثم إن النبي (ص) قال لفاطمة: إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله في الإسلام، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا، فما ترين؟ فسكتت، فخرج وهو يقول: الله اكبر، سكوتها إقرارها.
الخطبة الفدكية للزهراء عليها السلام
كانت عيها السلام بليغة وفصيحة وكيف لا وأبوها سيد البلغاء الرسول الكريم وبعلها امهر الخطباء ألا وهو الأمام علي بن أبي طالب أنها من أل بيت النبوة الذين زقوا العلم زقا ولها خطب أهمها الخطبة الفدكيه التي جاء فيها.
لله فيكم، عهد قدّمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم من كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤدٍ إلى النجاة إسماعه، به تُنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة. فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزاً للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفيه المكاييل والموازين تغييراً للبخس والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفة، وحرم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه, { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء
ثم قالت: أيها الناس اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد صلى الله عليه وآله، أقول عوداً وبدءاً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً,{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. ، فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزيّ إليه صلى الله عليه وآله. فبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثبجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكت الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضة، ونطق زعيم الدين، وخرست شقائق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفُهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسه العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون الورق، أذله خاسئين، { تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ َ}. فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني ببُهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب، { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ }. ، أو نجم قرن للشيطان، وفغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فــــلا ينكفئ حتى يطأ صــــماخها بأخمصه، ويُخمد لهبها بسيفه،مكدوداً في ذات الله، ومجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله سيداً في أولياء الله، مشمراً ناصحاً، مجداً كادحاً، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرون عند القتال. فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسيكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين. ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمكم غير إبلكم، وأوردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة، { أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}.) هيهات منكم!وكيف بكم؟ وأنّى تؤفكون؟ وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلاً ، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ}. ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهماد سنن النبي الصفي، تُسرّون حسواً في ارتغاءٍ، وتمشون لأهله وولده في الخَمَر والضراء، ونصبر منكم على مثل حز المدى، ووخز السنان في الحشا، وأنتم تزعمون ألا إرث لنا، {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية.
حري بنا أن نقول كانت فاطمة الزهراء مدرسة لكل أب وزوج وابن أن يتحلى بأخلاقها العالية
وأخيرا وليس بأخر لنا الحلقة الثانية من نساء خالدات ورائدات عن العقيلة زينب بنت علي بن أبي طالب عليها السلام
سلمى الحربي
التعليقات
الاسم: |
سليم الحكيم |
التاريخ: |
2014-02-21 10:42:28 |
|
و ماذا عن مريم العذراء الاية42من سورة ال عمران تقول (( بسم الله الرحمن الرحيم * واذ قالت الملائكة يامريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )) |
|
الاسم: |
ابو كرار |
التاريخ: |
2013-01-27 16:31:49 |
|
قليل كلامك عن امراه ساده النساء وسلمت لاعادتك سيره هذه الشخصيه العضيمه تحيه جلال واكرام لك |
|
|
شكرا لمرورك الكريم استاذ وبارك الله فيك |
|
|
ماشاء الله موضوع رائع جدا وفاطمة الزهراء هي مثال للمرأة المتحضرة والواعية والمدركة |
|