قصائد في جهنّم
القصائد تلهو بنا، تسكن عقولنا المدجَّنة، بوزن وبلا وزن هي قصائد.. تطغى عليها الفلسفة، وتحمل بين طياتها الكثير من التفاهة والعُري، آلامنا منغرسة داخلها، تنطق بما يجول في خلجاتنا.. تسكن أعمارنا المبعثرة على "كاونترات" المطارات المتخلفة، تسبح في أقداح الماء العكر، وتتعطَّر بياقاتنا الصفراء، تلهو بدوائر دخان سجائرنا، وتكفر في صلاتنا.. تُذيب سكرتَنا في أواخر ليل كانون على ما تبقى من ورق علب التبغ.
"القصائد نوع من خيانة الذات"
الشاعر قصيدة، القصيدة ليست بشاعر، هي مسألة ليست بجذرية، وليست
خاضعة لقانون ما، انما تخضع للمفردة ولعواطفنا، أو لحنيننا المعتَّق المنحسر في عقولنا المنهجية..
كثيرة هي القصائد العاهرة التي تعيدنا إلى الأماكن التي شهدت أولى خطواتنا المتعثرة، على بلاط سنواتنا المتكسرة..
***
"هناك..
كلُّ القصائد،
مرمية بالرصاص
سابحة بالدماء،
مقتولة على الأرصفة"..
***
مكتبتي تبغض القصائد، لأن فيها حملاً ثقيلاً،
وكلاماً جميلاً عن الخشب،
أما الحديد
فهو أصفادٌ وبنادق.
***
"الموسيقى:
هي قصيدة لم تُكتب بعد،
وكذلك صياح الديك".
***
"حدثني الشيخ ذات يوم:
بنُيَّ.. اكتب القصيدة الآن.. فلا وقت لذلك في جهنم".
عمر الجفال
التعليقات