مسؤوليتنا دعم استقلال القضاء
لا مفر ولا خيار أمامنا إلا التمسك بضرورة الدعم الموضوعي لاستقلال القضاء حتى وان كانت هناك بعض الاعتراضات ومؤشرات الرفض لبعض الممارسات أو تدخل بعض الشخصيات لكن الهدف الأساس هو توحيد الجهود لإيقاف فوضى التصريحات والتلميحات التي لا تستند على وقائع وبيانات كي يكون الحكم والنقد حقيقيا
هذا ما اتفق عليه الإعلاميون والمثقفون الذي حضروا جلسة حوار ودية جمعتهم برئيس مجلس القضاء وعدد من القضاة بغية المشاركة في بناء جسور الثقة وتنفيذ الخطة الإعلامية للسلطة القضائية التي تحاول فك اللبس الحاصل جراء الفهم المغلوط لعمل السلطات الثلاث فقد تكررت مؤخرا الانتقادات إلى السلطة القضائية بحبس وتوقيف الأشخاص قبل المحاكمة وعدم تمكين ذوي واسر الموقوفين من زياراتهم وهو ما يحاول التنبه له القضاء باعتباره جهة غير معنية بالتحقيق قبل المحاكمة أو إدارة السجون فهي من مسؤولية وزارة الداخلة ووزارة العدل
لذا كان لزاما على الإعلام تدارك الدخول في معارك تسقيطية تقف وراءها غايات شخصية أو حزبية
لان سيادة سلطة القانون وتعضيد هيبته ضمان لحماية المجتمع ألا إن نجاح ذلك لا يتوقف حسب قناعات اغلب المهتمين على جهد الاعلامين وإنما مساهمة القضاء من خلال فسح المجال للحصول على المعلومة والتمكين من الاطلاع بشفافية على الإحداث والوقائع والأحكام الجزائية وتفاصيل التحقيقات مع رسم سياسة تعاون منهجية مع الصحافة عبر المشاركة في ندوات وورش تثقيفية بالإضافة إلى أهمية فسح المجال للقضاة للإدلاء باراءهم في البرامج التلفزيونية وعدم حصر التصريح الإعلامي على شخص واحد يكتفي بترديد المديح دون الغوص في عمق المشاكل وتحليل دوافعها وبواطنها
وهنا لابد من التذكير والتأكيد على أهمية إيصال الحقيقية الجوهرية المتعلقة بضمان الدستور للحقوق والحريات لكل العراقيين بلا استثناء وان الركائز الأساسية لتجذير مفاهيم المواطنة وصيانة تلك الحقوق والحريات تتوقف على جهد الإعلام والمجتمع المدني واستقلال القضاء باعتباره الحارس الشرعي للدستور ووجب على هذه الجهات تفعيل خطابها التثقيفي والتنويري كي يعرف المواطن الآليات القانونية للمطالبة بحقه على جميع الأصعدة
تماشيا مع القوانين المواثيق الدولية والدستور الذي يمنح حق رفع الشكاوى على المسئولين الفاسدين والمؤسسات التي عاثت بالبلاد خرابا وأولاد الساسة الذين يسابقون الريح ويخالفون القانون بسيارات الدولة وعمليات الهدم المنظمة لصروح الإبداع والجمال والمباني التراثية يقابلها سبات مخجل ونوم عميق للمؤسسات الثقافية والسلطة التشريعية ولابد للسلطة القضائية التثقيف باتجاه تذكير المواطنين ان لهم الحق بالاستفسار عن الأموال التي تصرف المهرجانات الشكلية
وارتفاع نسب الفقر والبطالة وتوقف تنفيذ قانون مجلس الخدمة الاتحادي الذي يقضي على محسوبية توزيع الوظائف وله الحق ان يسال عن الوزراء الذين فروا بأموال أبناء الرافدين
ويشكو من طابور الإذلال في وزارة العمل لاستلام رواتب لا تتناسب مع عطايا وامتيازات الدولة لأصحاب الكروش والولائم من السياسيين المتخاصمين دوما من اجلهم وليس من اجل شعب ترتفع نسب الفقر فيه مع ارتفاع موازنته المالية كل عام
وله الحق إن يسأل عن البيوت التي منحت لنواب سابقين ووزراء في مناطق بغداد الخضراء والصفراء وأعداد الحمايات التي تعسكر عند بوابات بيوتهم وتحمل السلاح المرخص المتجول في بقاع المعمورة دون متابعة كل ذلك يضمنه القانون والدستور ولن تمانع السلطة القضائية في ترويج تلك المطالبات المستندة إلى بيانات ووثائق ومدعومة إلى بنود القانون !!
عماد جاسم
التعليقات