أوقفوا حمامات الدم أيها السياسيون
يحق لكم أيها السادة الحاكمون أن تتغنوا بحب الوطن وتنشدوا في حضرته اجمل الاناشيد فقد وفر لكم العبيد والجواري والقصور والتنقل من فوق السحاب أما نحن أبناء الشعب فقد كفرنا بهذه الخزعبلات منذ زمن بعيد .
تبكون الحسين في كربلاء وفي كل يوم تصنعون كربلاء وتذبحون ألف حسين من الوريد إلى الوريد ثم تظهرون أمام الكاميرات تتنافخون حمية على الإسلام العزيز والدين الحنيف ثم تقسمون وتتعهدون على القتال حتى آخر قطرة ولكن من دماء الفقراء والمحرومين والبسطاء حتى إذا حل موعد الصلاة انصرفتم بسرعة إليها وقد نسيتم أن الشمر كان يصلي في أوقاتها وكان يقرا سورة البقرة في صلواته . لقد كان شبث بن ربعي يصلي التراويح ويقوم الليل. لماذا لا تستأثرون بالجنة وحدكم وتفوزون بنعيمها وانهار خمرها وحورها وعينها وتتركونا على جهلنا وغينا وغبائنا وباطلنا وخطايانا نواجه مصيرنا مع ربنا فقد يعفو عنا وقد يقذفنا في جهنم وبئس المصير وحينذاك لكم جنتكم ولنا نارنا.هل رأيتم تلك المرأة التي تحمل أطفالها الثلاث وهي تتحدث بذهول ودن شعور عن أولادها الثلاث الذين فقدتهم في قادسيات الوطن المزعومة .هل رأيتم الأطفال الرضع في محرقة الزبير .
أيها السادة دعونا نكتب عهد شرف فيما بيننا نتنازل بموجبه لكم عن الوطن بأرضه وسمائه وعن الدين الذي انتم تدعون وندعو الله فيه أن لا يحشرنا معكم يوم لا ينفع مال ولا بنون مقابل أن تتركونا نعيش بسلام كما تعيش القطط والأفاعي في الغابات . إننا نريد أن نعيش كما تعيش باقي الأمم ,لقد ملت نساؤنا السواد بينما تتجول نساء بعضكم في لندن وباريس وهنلولو كلكم تدعون الوصل بليلى وانتم تعلمون أن ليلى قدشبعت موتا بعد أن تسكعت كثيرا ومارست الرذيلة بكل أنواعها لان الجوع والكفر وجهان لعملة واحدة . هل سمعتم بتلك المرأة التي عاصرت طوفان النبي نوح ع والتي حاولت في البداية إنقاذ طفلها فرفعته بيديها فوق رأسها حتى إذا وصل الماء إلى انفها أنزلته تحت قدميها لترتفع به عن الماء كي تنجو من الغرق .لقد نجت تلك المرأة ثم أنجبت جد العراقيين الأول من أمثالنا . إننا نحب الحياة كما تحبونها . لقد كشفت تلك المرأة حقيقتكم وحقيقتنا فلا تحاولوا خداعنا . لقد كنت أتمنى أن أكون وزيرا في يوم ما ولكنني اليوم وبعد أن رايتكم تمنيت أن اقضي العمر متسكعا في جميع بلدان الأرض باستثناء الصومال حتى استطيع أن أقول كلما يجول في خاطري.
عامر هادي العيساوي
التعليقات