شفتاك حمراوان
شفتاكِ تبتسمانِ
تنفرجانِ لي
وأنا أُلامسُ منكِ ثوبَ المُخْمَلِ
كشقائقِ النعمانِ في بيسانَ* قد
سَهِرَتْ بحقلٍ أخضرٍ مُتَبَتِّلِ
والشّوقُ من صَهَدٍ* على شفتيَّ لم
ييأسْ لتقبيلٍ ،
وإنْ لم تَقْبَلي
مُرّي على ظَمَأي مُرورَ غمامةٍ
أنعَمْ بثغرٍ بالرّحيقِ مُبَلَّلِ
أقبلتُ نحوَكِ ؟!
هل أُرَدُّ كسائلٍ ؟!
كَلاّ ،
وإنّي آملٌ أنْ تََُقْبلي
*****
ورأيتُ كيفَ تَلَفَّتَتْ بِتَحَسُّبٍ
وكأنّها فَعَلَتْ وإنْ لم تَفْعَلِ
وحكيتُ همساً ،
وهي في شوقٍ إلى
همسِ رقيق مثل همسِِ المغزلِ :
أفديكِ من لَهَبٍ ومن جمرٍ وبي
لَهبٌ وجمرٌ من حنينٍ مُشْعَلِ
إنْ تخجلي يا حلوتي ! أعذُرْكِ إذْ
أجدِ اللياقةَ في الهوى أنْ تخجلي
ورأيتُها قامَتْ ،
وقد ضَرَبَتْ معي
وَعْداً ،
وَوَلّتْ كالغزالِ المُجْفِلِ
في موسمِ اللوزِ الذي رَحَلَتْ له
وأنا ظَلِلْتُ كأنني لم أرْحَلِ
لكنني أرضَى إذا تشتاقُني
بالوعد لي من بعدِ عامٍ مُقبلِ
فالطيرُ يألفُ بعضَهُ لكنّها
تنأى فيا لي من لَظَىً !
والويلُ لي !
وفتحتُ شبّاكي على الوعدِ الذي
ضَرَبَتْهُ ،
حتى صِرْتُ ضاربَ مَنْدَلِ*
وضربتُ رأسي بالجدارِ كأنني
طفلٌ ،
كفعلي في الزمانِ الأولِ
لا بأسَ إنْ برموشِها سَفَكَتْ دمي
وحفرتُ قبري في الحياةِ بمعولي
ــــــــــ
*بيسان : مدينة فلسطينية مُهَجّرة تقع في مرج ابن عامر .
*صَهَد : حُرقة في الشفتين جرّاء حرارة الشمس .
*المندل : ضَرْبُ المندل عند أصحاب التعزيم هو أن يخطّ
المعزِّم دائرة على الأرض يجلسون داخلها إذا أرادوا دعوة
الأرواح واستعلامها أمراً من الأمور
سعود الأسدي
التعليقات