تمن وطرشانة
ساعد الله العراقيين اجمعين واعانهم وقواهم وحياهم وبياهم وصبرهم وصابرهم وجعل ثوابهم واجرهم بمثل مشقتهم وهم يجلسون بلا ستر ولا قبعة ولا مصد ولا شق دفاع بمواجهة طوفان وسائل اتصال واجهزة دعاية واعلام وسيلان قصص وحكايا وامطار شائعات وبالونات جس نبض وفبركات وترويجات ليس اخيرها انحباس النفس والنفس ليلة نطق الحكم على صدام حسين المسبوق بقول مستعجل من رئيس الحكومة فيه دعوة معلنة للرعية كي ترقص وتدبك وتطش الحلوى مقننة هادئة لا طبل في الرقبة ولا قماشة على الخصر ولا هلهولة في باب الحنجرة قد تجرح كائنا كان او تحزن ناصرا صار ما صار او تولج القوم في باب الشماتة وكان على الرجل ان يربأ بنفسه عن النطق بالحكم قبل ان ينطق به الحاكم مسندا بمن معه فيكون في رقبته وعلى مسئوليته فتقول الناس ان المحكمة مستقلة والقضاء معافى واللعبة سائرة الى حتفها والرواية رائحة الى منتهاها !!
منذ اشهر ثلاثة تمعمع الناس واحتاروا بسيل من انباء وتسريبات وتحليلات وتكهنات عن طبخة يجري طبخها وتمليحها وتبهيرها كي تنتج انقلابا عسكريا يمسك ببغداد ثم تعمم المسكة على بقيا البلد وقد رأى احباب تلك الشائعة حاضنة لها ومجسات تستقبلها كأنها حنانات شغيلة لتحرير وصياغة البيان رقم واحد بأسم الشعب وبعد الاتكال على الرب وبمؤازرة المخلصين وحتى نهاية الطقطوقة المنتهية بحظر الجوالة ليوم او يومين بعدها تخرج الجمهرة الى اشغالها وبيبان ارزاقها فالعتال الى الشورجة والبناء الى المسطر والتلميذ النجيب الى مدرسته وصانع الباجة الى قدره العملاق والخباز الى التنور والرئيس الى القصر الجمهوري الملطوش على خاصرة دجلة عند صفحة بغداد والمغني الى اذاعة وتلفزيون الصالحية حيث الغناء على الهواء واللون ابيض واسود وحماس الانشودة يكاد يشيل العاشق ويرميه في النار .
قبلها بسنة قالت الحكومة انها في حوار مع الآخر المعارض وهي التأمت في جلسات وسهرات ورقصات ستسد بعضا من سيل الدم وقد انتقلت عدوى الخلوات فشملت مدنا مجاورة في الخليج وفي الشام وفي عاصمة الفراعنة العرب وصولا الى عاصمة الضباب ومدينة الكباب التي ما زال مكانها في طور السر العصي على الهر سليل الهررة الشمامات .
فضائية تفرخ فضائيتين وجريدة تنتج خمس جرائد واذاعة تصيح بأختها ان الحقيني والشغل واصل الليل بالنهار والحركة بركة والدفاعون يدفعون بسخاء ذهبا مصفى .
نشرة اثر نشرة كلها تحدثك عن همك وحزنك ومشكلك وهي تطعمك وتلقمك ولا تبتغي منك جزاء ولا شكورا انما من اجل ان تمنحها اذنك وتهبها وعيك وان كنت تاجرا ، اعطها اعلانا يروج بضاعتك او كنت مدردشا فدردش معها او كنت مصوتا فصوت لها وان تاهت عليك السالفة فأستعن بمحللين سياسيين ومنظرين ثقافيين سيدلونك على درب الفكرة ويفتحون امامك رازونة المعنى ويفرشون لك مخدع اليقين ويهدهدونك على الف خبر ونبأ فثق بهم واطرد الفأر من عب الشك ونم قريرا وصدق ان يومك التالي سيكون احلى من يومك البائد حيث فرمان اضافة عشر تنكات نفط الى بطاقة الحصة التموينية انما هو في طور الاشهار والاعلان والبشرى اما اذا عاندت وناكدت وركبت رأسك ودوخت جمجمتك فأعلم انك الى زوال ورزقك الى محال وارضك الى بور وقد تسألني عن ميعاد انولاد الانقلاب العسكري فأظنه سيقع في الاول من شهر نيسان القادم وعلى عتبة نضوج المشمش الذي يفضي الى واقعة التمن والطرشانة مدفوعة بشربت القمر الدين اللذيذ !!
علي السوداني
التعليقات
|
هي السبايا...نفس السبايا وتدور رحى الايام |
|
|
الغالي السوداني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا من المعجبين بطرح افكارك بهذا الشكل الجميل والسلس بس لابد من تطوير هذا السرد تماشيا مع تطور اللغة واسلوب الكتابة ارجوا ان تتقبل تحياتي كريم الكلابي السويد |
|