الاتجار بالأطفال والنساء يثير قلق وزارة حقوق الإنسان
لم تخف وزارة حقوق الإنسان قلقها من وجود حالات متعددة للاتجار بالبشر وخاصة بالأطفال والنساء
من قبل عصابات متخصصة تعمل بشكل خفي وتشكل تهديدا خطيرا على المجتمع بعد إن شخصت حالات لسرقة الأطفال وبيعهم إلى عصابات تجبرهم على التسول أو تهاجر بهم خارج البلاد مع وجود حالات أخرى للمتاجرة بالنساء والفتيات خاصة في بعض الأندية الليلية
وأوضح المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان كامل أمين إن الوزارة تراقب تلك الحالات وسجلت العديد منها في أماكن متعددة حيث ترتفع نسبتها في المناطق والإحياء الفقيرة جدا كما تم العثور على مخابئ وبيوت في منطقة البتاوين للمتاجرة في الأطفال أما المتاجرة بالنساء فقد تم متابعة أندية ليلية في شارع أبي نؤاس
وكلفت لجان خاصة في وزارة حقوق الإنسان بكتابة تقارير مفصلة ورفعت على الجهات ذات العلاقة ومنها إلى وزارة الداخلية لاتخاذ التدابير العاجلة ومنع استفحال هذا الخطر
وهناك استجابات لا ترتقي إلى مستوى ما مطلوب لعمل عاجل وحقيقي إذ قامت وزارة الداخلية بوضع مجسات على الحدود العراقية مع دول الجوار لتأشير هذه الحالات ومنعها كما انه لا توجد إلى ألان جهات تنفيذية مختصة لها الإحصائيات التي يمكن العمل بموجبها
معيبا على الأجهزة المختصة التنفيذية والقانونية غياب العقوبات الرادعة وتواضع الإجراءات الصارمة لإيقاف هذا الخطر الكبير الذي يهدد المجتمع العراقي في ظل انعدام التنسيق المهني والتنظيمي بين المؤسسات ذات العلاقة مع عدم الالتفات إلى الدراسات والبحوث التي تعد من قبل باحثين واكادمين ترصد تلك الحالات هذا بالإضافة لعدم وجود أي جهة معنية بشكل دقيق لمتابعة عمل تلك العصابات وكيفية اختراقها أو القيام بتتبع خطواتها ضمن خطط استخباراتية في دول الجوار أو داخل البلد ومن المؤسف إن اغلب تلك الجرائم تبقى بعيدة عن التحليل المعمق العلمي وهو ما يهدد بتفاقمها
وأضاف والكلام لم يزل لكامل أمين إن وزارة حقوق الإنسان قدمت قوانين وتشريعات إلى مجلس الوزراء والى مجلس النواب تتضمن تعديلات وتأكيدات على استحداث عقوبات رادعة للمشاركين في تلك الجرائم بما يتلاءم مع حجم خطورتها على المجتمع
بالمقابل يؤكد الناشطون في مجال حقوق الإنسان والحقوقيون إن من المؤسف حقا إن الدولة العراقية لازالت تعمل بقوانين النظام السابق ومنها القوانين التي تتعامل مع الاتجار بالبشر رغم إن تلك الحالات هي جديدة نوعا ما على المجتمع وتتطلب قوانين بل وبيئة قانونية مناسبة إذ أن هناك عقوبات تتعامل مع عصابات الاتجار على إنهم في محاولة اختطاف للأطفال وللنساء وهذا مجافي للحقيقة ولا يخدم الوضع الحالي الملتبس بعد أن ارتفع عدد الأطفال المخطوفين والنساء المختطفات والهجرة بهم إلى دول الجوار أو تشغيلهم في أعمال مهينة لكرامتهم الإنسانية
وغالبا ما تتكرر مطالبات الناشطين في مجال حقوق الإنسان الى أهمية تكليف مختصين بدراسة تلك الحالات والقوانين العراقية النافذة وعيوب تلك القوانين أو المثالب القانونية فيها بعد أن تتم دراسة بعض قوانين دول متقدمة في هذا المجال ومن الجدير بالذكر انه تم كتابة دراسات ومشاريع قوانين رفعت إلى مجلس الوزراء والى البرلمان وكان من المؤمل أن يطلع عليها مجلس شورى الدولة لتنقيحها والعمل بها بشكل عاجل لتجاوز القانون الذي طرح مؤخرا من رئاسة الوزراء والذي يجد فيه العديد المعنيين بعض المشاكل والهفوات
ومع هذه المراجعة السريعة لتصريحات وإحصائيات الجهات الرسمية وغير الرسمية لحالات الاتجار بالبشر تبرز الأسئلة البديهة عن حاجة الدولة إلى مراكز بحثية اجتماعية بالتعاون مع مراكز علمية ومنظمات مدنية للوقوف على مخاطر مجتمعية لا يمكن أن تتمكن من حلها الدولة بمؤسساتها المترهلة بل إن هذه المخاطر تتطلب
حملات تثقيفية وبرنامج عمل وطني ينطلق من تثبيت مكامن الخطر ورسم ملامح ستراتيجية تستند إلى قواعد بيانات مع تفعيل الجانب البحثي والرقابي لدراسة المسببات وبعدها وضع المشكلة تحت مجهر العلوم الاجتماعية والنفسية وليس الاكتفاء فقط بمداهمة الأوكار التي يمكن أن تعاود النمو في بيئة مهيئة لتعدد تلك الحالات
من الاتجار الذي يرى البعض انه يصل اعلي دراجته ألان في العراق وسط محاولات حكومية غير مجدية للتستر على أرقامه وإحصائياته مع ضعف الأداء المدني والثقافي في التدقيق أو التعاون الحريص مع الجهات المسئولة
وليس الاكتفاء بالتنديد وتكرار العتب في الوقت الذي بات فيه البحث عن المعالجة السريعة هو السبيل الوحيد لتلافي تفاقم بيع العراقيين من المستضعفين في أسواق النخاسة داخليا وخارجيا
عماد جاسم
التعليقات