الختّالْ والعتّالْ
التحدث عن الشرق والغرب ، كالهم ثقيل ومثل الضرب ، بالأكف شديدا على الخدود ، من الحسرة العابرة للحدود ، حين المقارنة بين سمتين ، للمعيشة وعلى ضوء رتمين ، يختلفان بعمق بعد المسافة ، بينهما اختلافا مدعاة للحسافة ، ومن الشرق كله نروم ، الأوسط فيه وليس العموم ، وقعوده وتخلفه عن الركب ، والرضى بالسيرفي العقب ، شرق يسلج من الأطلال ، ويترنح من ضيق الأغلال ، حول العنق منه والمعصم ، مبتورة بنانه في المبصم ، لا كرامة فيه للجيد ، غيرالخضوع التام للسيد ، الذي يرى نفسه عاليا ، على الخلق ورأسه خاليا ، من أثارة لحكمة وذكاء ، عدا التلكؤ في الهجاء ، يحكمون شعوبا كأنهم أعراب ، في الخمول والجهالة أتراب ، لا يستفيقون بصيحة ونداء ، رغم الجفوة فيهم والعداء ، لسادة يركلون الناس بالحذاء ، ثمنا لكساء ولقيمات غذاء ، من نتاج وثمرات البيدر، جله لابن العجوزالهيمر، أبيت اللعن أيها الشعب ، متى يفلت منك الكعب ، من فولاذ قيد الأمير، والتجمع بعد هيضة وجمير، في ساحة لاقصائه مرتحلا ، وبخضاب الخزي والذل مكتحلا ، فقد بدت منه النواجذ ،
ساخرا منا وسد النوافذ ، لأمل عيشة تحت حكمه ، لفساد لبه وظهورعقمه ، صلاح الشرق ليس بالعسير، اذا ما قوم فيه الكسير، من أبنائه بالحراك والثورة ، فالخذلان أمام الساسة عورة ، ينبغي سترها برفع الحيف ، ان بالسلم أو بالسيف ، عن الوجوه بمحو تجاعيدها ، ويلدن الحرائرفي مواعيدها ، مواليد غير خدج أسوياء ، ومن الفساد والزور أنقياء ، يفقهون في صباهم التداول ، في السلطة وقهر التطاول ، من أنفس للساسة مريضة ، واسنادها لقاعدة للشعب عريضة ، وبذلك الشرق يعلو ويرتقي ، مزاحما غرب الدنيا ويستقي ، من ماضيه الخير لأبنائه ، فالكل كان يوما بفنائه ، يستلهمون من سحر رواقه ، والآن يرقد في سواقه ، وكان محل الاعجاب والشرف ، واليوم بساسته يتهم بالخرف ، شتان بين أمسه واليوم ، بقهروجبن الحاكم والقوم ، لا يستهويه للعيش ترف ، والكلام عبر منطقه هرف ، شرق العالم بات مكبلا ، بقيد التخلف والمرض متبلا ، تستعصي على العلاج علته ، ولا يفارق شؤمه وذلته ، الا بقلع الكبير الهرم ، من سدة الحكم والقرم ، وغراس فتية عجلة النماء ، بروضه تروى بوابل السماء ، والا فعلى الشرق السلام ، ونهضته تبقى محض كلام ، ويتسول عندعتبة الغرب ، الذي يبيعه عدة الحرب ، مقايضة بنفيس باطن تربه ،
متوددا اليه ونيل قربه ، واهبا اياه لطف الغريم ، ويغيثه بسقط المتاع والحريم ، ليلتذ حاكمه من الشبق ، وبعدها يشد عنقه بالربق ، يسحله في أزقة مدنه ، مرتميا في أحضان خدنه ، ويتيه الخلق في الشعاب ، قطرات من ماء الحباب ، تقطرمن أسفلها لارتوائه ، نصيبه عند الحاكم لاحتوائه ، واسكات الغضب في صدره ، ليضطجع ناعسا في خدره ، هو ذا الشرق الساحر، ممنوع من النعمة وداحر، الأقوياء عليه في تناحر، لبلعه من الحنش الجاحر، فمن ينفث فيه الروح ، ويغسل عن جسده الجروح ، الشعب مغلول في واديه ، والحاكم يتسلى في ناديه ، لذا فالشرق أمسى وكرا ، تحيك الثعالب فيه مكرا ، لأهليه من سادة الغرب ، بدعوى اللحاق ببقية السرب ، وتستميل الساسة الى صفها ، فيصبح رأس الخيط بكفها ، ترخي وتشد متى شاءت ، ألغيرهذا الهدف جاءت ، وتجشمت عناءا لكحل العيون ، أم لتكدس علينا الديون ، ونحن نهتف بروح المارد ، بكل الفخروالعصب البارد ، انما يرتأى لناسه الاسعاد ، وللغيريروم التفكك والافساد ، ليزداد في الغنى والنماء ، كأنه المختار من السماء ، وبيده أزمة الحكم والقوة ، بالهيمنة على الكون عنوة ، بالمكر والدهاء وبث السموم ، للفتنة في دول الشرق بالعموم ، وسلب الارادة من ساستها ، مستحوذا على الثروات خاصتها ، بالحيل وحجة قلب النظام ، وعده من الامور العظام ، فلا يعدو كونه ختالا ، لشعب كأنه خلق عتالا ، يحمل الوزر عن اسياده ،
ويتبارك بهم في أعياده ، فكيف يقوى على النهوض ، من أمام الأسد المربوض ، وهو في وهنه كالحمل ، يرعى ذليلا بصبر الهمل ، انما المتعة خلقت للجرىء ، وليس للضعيف الخذل البرىء ، والغرب انسانه حر طليق , يهوى المجون ويحتسي العليق , لكنه مخلص في عمله , ويجتهد بوحي لبه وقذله , فاستحق بكل جدارة ويسر , دعه يعمل دعه يمر , شعارا يمشي عبر الزمان , يشعر المرء بالحرية والأمان , بعكس خطب ساسة الشرق , تهوي على الرؤوس كالذرق , لا تخلو من نكاية ومديح , ولا تنفع الشعب القريح , لقد ألفنا فيها الزيف , رغم حدتها كنصل السيف , أو خفتها كريش الوزغ , ما أنقدع منها وبزغ , أمارة من خير وتقوى , أو أثارة من سلوى , يطيب بها للمرء الخاطر , ولو كان متمهلا كالقاطر , ما أتعس حظنا الذميم , جعل الحياة فينا كالرميم , وأفسد في ساستنا الخصال , وأوقعنا في مرمى النصال , من سيوف الغرب الطامع , وأفقد الشرق مجده اللامع , في عصور ذهبية ولت , تبعتها عصور للخنوع هلت , ببشارات للانتداب وذل التبعية , لغرب فاقه بمنهج السببية , فأضحى قبلة مفعمة بالنضارة , يحج اليه عطاشى الحضارة , وتركوا النبع الأصيل راقدا , تحت غشاوة الجدب فاقدا , لكل عزكان به يتسم , وبرعيل على نفسه ينقسم , فأمسى في مهب الريح , ملطخا بالارهاب وهو الجريح , من حفنة تبث الهلع , في الخلائق وتتسلق السلع , سيحت من الوجوه ماءها , ومن القلوب المؤرقة دماءها , تلك هي اليد العليا , لشرق تابع في الدنيا , في نظر الغرب الهالع , الموصوف في شيمه بالجالع , كفانا بكاء لسوء الحال , فكل القوة لسادة المال , في العالمين على السواء , فهو الجرح فينا والدواء , انما بساسة لا تحتكره , وناس تنميه ولا تحتقره ، والسلام ختام .
خيري هه زار
التعليقات