عاكسة وتانكي وماطور حرامي !!!!
يتقاضى ابو حسن راتبا محدودا من قبل الدولة لقاء عمله في إحدى المؤسسات الحكومية ، ولكونه ساكنا في احد الأحياء العراقية التي تعاني من قلة الخدمات خصوصا الكهرباء والماء قرر أبو حسن الضغط على نفسه بالدخول في سلفة ليشتري عاكسة كهربائية كي ينعم وعائلته ببعض الضوء والهواء مع حلول الصيف ، وتانكيا( خزانا) ماء اضافيا وماطورا حراميا تنفيذا لنصيحة احد أقربائه في فاعلية هذا (الماطور) بسحب المياه ، وفعلا ما ان تسلم ابو حسن السلفة حتى ذهب الى السوق ليشتري اول الغيث ، العاكسة ، وما ان قام بربط هذا المنقذ الكهربائي حتى عكس القدر بوجه ابو حسن لتحترق العاكسة بفعل عكس الحظ او عكس التيار الكهربائي ، ومع انشغال ابو حسن بالقضية تذكر لبرهة من الزمن حينما كان طالبا في الابتدائية في بداية ثمانينيات القرن الماضي وقت الانحدار الى الهاوية عندما خاض النظام المقبور حربا شعواء لثماني سنوات مع ايران وقتها كانت الكهرباء تقطع لساعة واحدة في منطقته لا لوجود ضرر او عطب بل ضمن خطة سلامة أعدتها قوات الدفاع المدني تحسبا لحصول غارات من قبل الطيران الحربي الإيراني حيث كانت تطلق حينها حتى صفارات الإنذار ، وتذكر ايضا كيف كان منزل اهله الذي يقع في حي بسيط يتمتع بخدمة (الماء الخابط ، والماء الصالح للشرب الذي يصعد الى الطابق الثاني بدون ماطور )، وفجأة أفاق ابو حسن من شرود ذهنه على صوت المذيع الإخباري في احدى القنوات من ان الحكومة وعدت بحل مشكلة الكهرباء خلال سنة او سنة وثمانية اشهر على ابعد حد وانها ستعمل على توفير الخدمات خلال وقت قصير ، تنفس ابو حسن الصعداء بعد تلك الأخبار وراح يحلم لكن زميلا له يعمل مهندسا في الكهرباء كان يساعده في تثبيت العاكسة قال له مبددا ذلك الحلم ان واقع الطاقة الكهربائية في البلاد يقول عكس ذلك إلا إذا كانت هنالك جدية في العمل بحل هذه الازمة ، فقال ابو حسن نعم انها الجدية في العمل وتسائل هل ستقوم الحكومة بالنزول الى الشارع وتحقيق ما يصبو اليه المواطنون ام ان المواطنين سيجبرون الحكومة على تنفيذ ما وعدوا به ..سؤال سوف تجيب عنه الأيام القادمة ؟؟؟
علاء السلامي
التعليقات
الاسم: |
لبل |
التاريخ: |
2011-04-04 17:19:48 |
|
المسؤول لا يعرف ما يجري في العراق مع الاسف فهو محصن داخل منطقته الخضراء والمواطن هو الذي عليه ان يتحمل ويجابه كل الصعاب |
|
|
نحن نتمنى ان ينزلوا المسؤولين الى الشارع العراقي لكن يبدوا ذلك مستحيل فال متوقع أن الشعب سوف يجبرهم بالأيام المقبله |
|