|
|
 |
مركز النور
|
|
|
|
(الحد الفاصل.....) الغرفة تبدو فسيحة كأنها طليت بالجير حديثا, بقع الجير منثورة على الحائط بشكل عشوائي كان ذلك تم على عجل, أو أن منفد العملية ليست له تجربة سابقة في هذا المجال. منظر لم يكن يبعث على البهجة إطلاقا, اد بدت الجدران كوجه أصيب بالبرص. في ركن ما, سطل ممتلئ إلى المنتصف بمادة الجير, إضافة إلى فرشاة مرمية بإهمال إلى جانبه. ليس هذا كل شئ ,هناك أيضا وفي منتصف الغرفة تماما – وكان ذلك تم عن عمد وسابق تدبير- سرير مددت فوقه امرأة عارية, يبدو أنها تعاني مخاضا عسيرا, تمت حبل مدلى من السقف تمسك به المرأة كلما اشتد عليها الوجع.مهلا .....لم يكن ذلك حبلا ,من بعيد كان يبدو كذلك, لكن ما إن نقترب أكثر حتى نكتشف أنها سلسلة من حديد صدئة.الغرفة باردة, نشعر بذلك حتى قبل أن نلاحظ فجأة أن المرأة ترتعد فعلا من شدة البرد.....................ستبدأ المرأة في الصراخ بشكل يبعث على الرعب, وكأنها لا تعاني مخاضا, وإنما يقطع إربا بطنها المنتفخ بشكل غريب يثير الاشمئزاز.في لحظة ما, ستمد المرأة يدها إلى فرجها ثم تخرجها ممسكة بمنشار ؟, سترميه على أرضية الغرفة ثم تعيد الكرة ,في هذه المرة تخرج سندانا ومطرقة........ ثم دراجة صغيرة , سيتكرر الأمر فتكون النتيجة كالتالي, ثلاجة من نوع (سييرا) تلفاز مع آلة التحكم عن بعد,سيارة من نوع "_اركاط '' طبق من الكسكس بسبع خضاري ,علبة من مسحوق تيد \مع إمكانية الحصول على قسيمة شراء بداخلها بقيمة ألف درهم أو نفاخة من المطاط\ وكذالك علبة شاي القافلة, نظارة شمسية, آلة تصوير رقمية, هاتف نقال مع بطارية ثانية احتياطية من صنع صيني , حذاء رجالي, ربطة عنق, حمالة صدر, جثة كلب, وأخيرا كيس من الاسمنت المسلح وثلاثة أكياس رمل.حالما تنتهي من ذلك ,ستبدأ في استخراج مصارينها, ومن تم حشوها بالمسامير والبراز والاسمنت و.............و............لنترك الغرفة ألان, ولنحاول أن نلقي عليها نظرة من الخارج, سنكتشف- وذلك ما لم نكن نتوقعه- أن الغرفة ليست في بناية بين العمران, وإنما منعزلة وسط خلاء مقفر................ولان الليل قد حل الآن ولانعدام الإنارة هنا فسنقرر أن نترك المكان لنعود إليه مع شروق الشمس,لاتغادروا من فضلكم, فقط فاصلثم نعود.........................عدنافإذا المكان قد تغيركليا, اختفت الغرفة تماما, ونبتت مكانها بنايات تناثرت في ذلك الفضاء البئيس بشكل عشوائي, وسط تلك الفوضى, هناك كشك لبيع الجرائد والتبغ الرديء, إضافة إلى النقانق وأكياس الرمل والاسمنت المسلح .................وإذا افترضنا وبدافع فضولي محض أن حاولنا – على افتراض أننا نملك قليلا من الوقت الذي لم نعرف بعد كيف أو أين نبدده- أن نحشر أنفسنا في خضم ذلك الطابور الطويل من البشر والكلاب والحمير والجرذان................, الذين ينتظرون نوبتهم أمام ذلك الكشك الذي يبدو انه الوحيد الذي يبيع مثل هذه الأشياء هنا, فلعل ذلك لن يشكل مفاجأة كبيرة لنا أن نجد البائع هو نفس المرأة التي كانت تعاني مخاض الولادة بالأمس.............تقف وسط ذلك الكشك البائس برداء ابيض ملطخببقع دم كأنها فزاعة, أو كأنها غادرة المشرحة للتو.
فإذا نظرت حواليك أو رفعت بصرك إلى العمارات المحيطة بالمكان , والتي يبدوا بعضها أيل للسقوط ,فيما انهار جزء من بعضها بالفعل. وبدا على البعض الأخر اثر حريق مهول وكان المنطقة تعرضت لقصف عشوائي من طرف عدو مجهول ,هالك _ وكان كل هذا لا يكفي_تلك الجثث والرؤوس المنشورة فوق السطوح, والمعلقة في النوافذ وعلى الأبواب. رؤوس أدمية , رؤوس حيوانات وطير وحتى حشرات ,بعضها جاف يابس , والبعض الأخر مايزال يقطر دما.وأنت تعاين كل هذا الرعب, لن تراودك غير فكرة واحدة وحيدة, لا ....ليس الهرب, وإنما أن يصب احدهم على راسك سطل منماء بارد ,أو أن يصفعك بكل ما أوتي من قوة لعلك تستيقظ من هذا الكابوس المرعب. محمد أبو ناصر
التعليقات
|
|
|
|
|
النور 2021 © جميع حقوق الصفحة محفوظة |
|
|