استجابة سريعة وملفتة من وزير الثقافة
اعترف انه لم يكن يخطر ببالي وحتى على بال اغلب الصحفيين أن يحرص السادة الوزراء على متابعة ما يكتب عنهم في كل الصحف ويبادروا للاتصال بالكاتبين والاستفهام منهم لان ما هو متداول في الأوساط السياسية والإعلامية هو وجود حالة النفور وعدم الانسجام المتبادل بين الصحفيين والوزراء فأكثرهم يعتزون بأطروحاتهم وقراراتهم معتبرين أي نقد أو محاولة توجيه الأنظار حول جزيئه ما أو خلل ما هو إلا انتقاص لقيمتهم وجرح لكرامتهم بل أن بعض الوزراء يتخذ قرارات ارتجالية بمنع العمل مع الإعلامي المنتقد وهذه الطامة الكبرى حين يعتقد المسئول انه في منأى عن الخطاء وانه فقط صاحب الكلمة الفصل وان أي محاولات تقيم هي مدفوعة الثمن من منافسين سياسيين متناسيا إننا نسعى لبناء بلدنا سوية وإننا بحاجة الى تكاتف فكري وأنساني يترفع عن الخصومات البسيطة نحو الغاية الأسمى وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ما تبقى من ارث التمدن والتحضر والتعددية المهددة بالانقراض والزوال
واعتقد أن وزير الثقافة الجديد حاول أن يكسر قاعدة الوزراء في عمله المستقبلي ولا ينفرد بسياسة تفصله عن جمع المثقفين والإعلاميين والمفكرين الذين يعيشون تخبط مأساة عمل الوزارة الراعية للجمال على مر السنوات الماضية بعد أن وصل إلى المراكز الإدارية في تلك الوزارة أناس ذاتيين انانين حد الجزع مهرولين بطفولية مقيتة نحو الايفادات المجانية ومهللين لمهرجانات دعائية ساذجة استهلكت من ميزانية الوزارة النسب الأعلى وغاب عن بال هؤلاء المدراء أنهم أمام مسؤولية تأسيس ثقافة الحوار وبناء مؤسسات تنعش العقول والنفوس بالقيم النبيلة السامية
بل كانوا ابعد ما يكون عن أي توجه عميق بأهمية الحراك الناضج نحو رسم إستراتيجيات الاتصال مع المبدع أو الشاب الباحث عن رعاية لموهبته أو الموجه لميوله وأفكاره
ويبدوان هناك علامات للتفاؤل في حركة الوزير الجديد على الكل إن يشخصها ويباركها وان كانت في بدايتها إلا أنها
تؤشر لوجود حرص في قراءة المشهد الثقافي بعناية وتعقل وفتح قنوات الاتصال مع الآخرين ليس باعتبارهم الجحيم وإنما المشاركين مع التأكيد على متابعة ما يكتب كل يوم في الصحف وهو ما حصل معي حين اتصل السيد الوزير بمدير تحرير جريدة الاتحاد ومعرفة رقم هاتف كاتب المقالة التي نشرت قبل أيام حول وزارة الثقافة وهو ما فعله أيضا مع باقي الكتاب على حد علمي وقد أبدى الوزير تفهما جميلا لما يكتب من نقد أو أمنيات إصلاحية قد يتخللها بعض العتب الشفيف النابع من المسؤولية والتوجيه الذي هو بمثابة التنبيه لأخطاء المرحلة السابقة وقد يعطي هذا التواصل الجديد من الإعلاميين والمثقفين صورة لنهج الوزارة المستقبلي في تخلي القيادات عن فكرة الراعي الواحد والمصلح الفريد في بحثها عن ما ينشر من مقالات ودراسات ومناقشة الكاتبين والباحثين وتبني مقترحاتهم والجلوس على طاولة نقاش مستديرة لبحث معوقات التطوير والتنقيب عن حلول الإصلاح التي تعطي ثمارها حتما بتكون مبدأ الحوار العلمي والالتفات إلى العقل باعتباره المرشد لآليات الخروج من أزمة التطاحن في كل الأوساط عسى أن تتبنى الوزارة مشروعا للحوار ألتسامحي من خلال رسم خارطة طريق لسياسة الدولة في اعتماد بحوث الاكادمين في كل المجالات وإقامة ورش الحوار الفاعلة معهم لتكون نواة وضع التكنوقراط في مكانهم الحقيقي واستثمار خبراتهم.
عماد جاسم
التعليقات
الاسم: |
علي مولود الطالبي |
التاريخ: |
2011-02-03 16:07:54 |
|
شعور جميل ينتابني سيدي الكريم ، وانا امد عيوني في حروفك المبشرة ، وان اتلمس امل بغد مشرق ، فمنك الى سيادة الوزير الف قبلة ابداع اتمنى ان تصله ، وارجو ان يحذوا كل السادة الوزراء حذوه ، اما الى السيد الوزير الثقافي ، فاتمنى ان يلتفت لكل مثقف ولكل مبدع ولكل كاتب ولكل من يقدس الكلمة ، و يوليها شانها ، واتمنى بعد التفاتته للجميع ، ان يلتفت لي ، كوني لست كاتبا او مبدعااو او او ، ولكني كوني عراقي .
تحياتي لكم ودمتم بالف الق |
|