الشعر يعبر الحدود في أمسية هافانا
النور2010-12-19
قراءات: 1973
لوسي هاميلتون : عشت تجربة فريدة ولا يمكن أن تنسى

لم تعد المسافة عائقا أمام الشعر، ولم يعد الصوت بحاجة إلى أكثر من إرادة وتسخير لينطلق ويبلغ الأسماع. هكذا كانت الأمسية الشعرية التي أقامتها اللجنة الثقافية بمقهى هافانا بمكة المكرمة للشاعرة البريطانية (لوسي هاميلتون) مساء الخميس الفائت عبر الفضاء الذي توفره التقنية الحديثة. فقد أقيمت الأمسية بالتواصل مع الشاعرة من بلد إقامتها في بريطانيا ، وبثت مباشرة وتابعها الجمهور على الانترنت.

قدّم الأمسية القاص علي المجنوني بكلمة استحضر فيها الشعراء الرموز الذين رصّعوا سجلّ الشعر البريطاني على مر العصور مثل جيفري تشوسر، وإيدموند سبنسر، وويليام شكسبير، وجون ميلتون، وغيرهم. ثم قدّم الأستاذ عدنان الصائغ الشاعرة، وكان مما ذكر أنها "شاعرة تكتب قصائدها بإيقاع المطر ولغة الروح، في لغتها مزج مذهل بين القديم الكنسي والمعاصر، وهكذا اختارت السوناتات لتقدم مرثياتها لأمها بلغة مؤثرة معاصرة، فيها الكثير من الدفء والقوة والغناء، وكأنها بهذا تسرد وقائع حياة لا تريد لها أن تنتهي بين أم وابنتها، أو تصور بكاميرتها الشعرية تلك اللحظات الوداعية بين عالم يرقد على سرير المرض والذكريات والألم، وبين آخر متحرك يجيش بالأمل والحياة والإبداع."

قرأت الشاعرة في البداية شهادة عن تجربتها في كتابة السونيتات التي ضمها ديوانها (سونيتات إلى أمّي) الصادر سنة 2009م موضحة أن "القصائد هي التي اختارت أن تكون سوناتات. أرادت ذلك الصراع مع القافية والوزن كطريقة لحشر فوضى المشاعر في قالب. أرادت صراعا مع اللغة يعيد تمثيل صراعي الشخصي وأيضا صراع أمي الهائل كما رأيته وحاولت التعبير عنه" وأضافت: "كانت متطلبات السوناتة متماشية مع التجربة. ظهر لي أنني أحتاج قيودا أكبر لضبط مشاعري وإضفاء شكل على أفكاري."

بعد قراءة ترجمة شهادتها الشعرية، ألقت الشاعرة مجموعة من القصائد : الصيد في الليل ، غور الرون ، قلعة دوفر ، إخبار ، عزيزتي ، القراءة مع أخي ، المحطة الرئيسية ، نكون في حضرتها ، غياب ، قلب. كما قام الشاعر عدنان الصائغ بإلقاء القصائد مترجمة إلى العربية. وقد لقيت القصائد الملقاة استحسان الجمهور وقوبلت بالتصفيق.
أتيح المجال قبل نهاية الأمسية لاستقبال التعليقات والمداخلات التي تناولت مجموعة من المواضيع، كالتعليق على القصائد الملقاة، وجدوى ترجمة النصوص الشعرية، وتجربة الشاعرة في الموازنة بين حميمية التجربة التي كانت دافع كتابتها، وبين الشكل الفني الذي تتطلبه السوناتة كشكل شعري محكم البناء. كما استقبلت الأمسية بعض التعليقات من الجمهور المتابع للأمسية عبر الانترنت، التي مرّرت إلى الشاعرة واستجابت لها.
بنهاية الأمسية أبدت الشاعرة سعادتها الغامرة بالأمسية وبطبيعة ردود الفعل التي لمستها من الجمهور. وأبانت أنها عاشت تجربة فريدة ولا يمكن أن تنسى، كما شكرت الحضور والمترجمين وجميع القائمين على الأمسية.
النور
التعليقات